”مبادرة السعودية الخضراء”.. دور رائد للمملكة في مواجهة تغير المناخ وتعزيز حماية الكوكب
· تحديد 27 مارس يوماً للمبادرة بهدف التوعية بجهود العمل البيئي وتعزيز الاستدامة
· أكثر من 80 برنامجاً مختلفاً لدعم أهداف المبادرة باستثمارات تتجاوز 700 مليار ريال سعودي
· 150 ألف متطوّع بالمبادرة خلال عامين.. واستهداف زراعة 10 مليارات شجرة داخل المملكة
كتب-محمد حلمى
تنطلق اليوم الأربعاء فعاليات مبادرة السعودية الخضراء، تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء السعودي في جلسته بتاريخ 19 مارس الجاري، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ، الذي حدّد يوم الـ27 من شهر مارس من كل عام يوماً رسمياً لـ«مبادرة السعودية الخضراء».
مبادرة طموحة
تُعد مبادرة السعودية الخضراء التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في مارس من العام 2021 هي مبادرة وطنية طَموحة تهدف إلى التصدي لتداعيات تغير المناخ، وتحسين جودة الحياة، وحماية البيئة، بما يعود بالفائدة على الأجيال القادمة.
تسعى المبادرة إلى توحيد برامج حماية البيئة وانتقال الطاقة والاستدامة في المملكة بهدف تحسين جودة الحياة من خلال تحقيق ثلاثة أهداف، الأول خفض الانبعاثات الكربونية بمقدار 278 مليون طن سنويا بحلول 2030، والثاني زراعة 10 مليارات شجرة في جميع أنحاء المملكة، والثالث حماية 30 % من المناطق البرية والبحرية بحلول 2030.
ينبثق عن المبادرة عددًا من البرامج والمشروعات، وتُشرف على تنفيذ خطة مستدامة وطويلة الأجل للعمل المناخي، تدعم طموح المملكة المتمثل في تحقيق هدف الحياد الصفري بحلول عام 2060، عبر تبنِّي نموذج الاقتصاد الدائري للكربون، كما تعمل على تسريع رحلة انتقال السعودية نحو الاقتصاد الأخضر.
تقليل آثار التغير المناخي
ترسيخاً لقضايا البيئة محلياً ودولياً، تلعب الرياض دوراً رائداً في تقليل آثار التغير المناخي والانبعاثات الكربونية، بالنظر إلى مواردها وخبراتها الغنية في إدارة استقرار الطاقة عالمياً، حيث تُعد المملكة وفقاً لخبراء ومختصين، مؤهلة لقيادة حقبة جديدة من العمل المناخي، ومنذ إطلاق رؤية المملكة 2030 في عام 2016م، قطعت المملكة شوطاً طويلاً على صعيد تحقيق تطلعاتها لبناء مستقبل أكثر استدامة، فمنذ إطلاقها من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظه الله -، أحرزت مبادرة السعودية الخضراء تقدماً كبيراً على صعيد جهود حماية البيئة وتسريع الانتقال في قطاع الطاقة وتنفيذ برامج الاستدامة عبر مختلف القطاعات، لتسهم بذلك في تحقيق أهدافها الشاملة المتمثلة في تخفيض الانبعاثات، وزيادة جهود التشجير واستصلاح الأراضي، وحماية المناطق البرية والبحرية.
ومن المنتظر أن تنظّم العديد من الجهات الحكومية فعاليات مرتبطة بـ«يوم مبادرة السعودية الخضراء» لإبراز جهودها في إطار المبادرة التي تهدف إلى تقليل الانبعاثات الكربونية، وتشجير السعودية، وحماية المناطق البرية والبحرية، ما يساهم بالضرورة في تحقيق هدف زراعة 10 مليارات شجرة داخل السعودية، و40 مليار شجرة في جميع أنحاء المنطقة، ما سيخفض بالنتيجة الانبعاثات الكربونية حول العالم بنسبة 2.5 في المائة.
أكثر من 80 برنامجاً
منذ الإعلان عن مبادرة السعودية الخضراء، أُطلق أكثر من 80 برنامجاً مختلفاً لدعم هذه الأهداف ودفع عجلة النمو المستدام، باستثمارات تتجاوز قيمتها 700 مليار ريال سعودي. وحوّلت السعودية التزاماتها إلى إجراءات ملموسة من خلال توحيد جهود القطاعين الحكومي والخاص ودعم فرص التعاون والابتكار، كما تتجه نحو تحقيق طموحاتها المناخية الوطنية ودعم الأهداف العالمية في هذا الإطار.
وتستهدف المبادرات التشجيرية زراعة نحو 400 مليون شجرة بحلول عام 2030، بما يُعد نموذجا متجددا للاهتمام بالإنسان، فمن شأن زيادة المساحات الخضراء في السعودية (الحدائق والمتنزهات والغابات) أن يلطف الأجواء الحارة، ويخفض من درجات الحرارة، فضلا عن الإسهام في تعزيز الرفاهية الاجتماعية، بخروج الأفراد والأسر إلى الأماكن العامة للاستمتاع بالطبيعة الخلابة، ما يتيح فرصا للعناية أكثر بالصحة، وقد ساهمت المبادرات بالفعل حتى الربع الثالث من 2023 بـ«زراعة 43.9 مليون شجرة في مختلف أنحاء السعودية، واستصلاح 94 ألف هكتار من الأراضي المتدهورة، وتحقيق زيادة بنسبة 300 في المائة في السعة الإنتاجية في خفض انبعاثات الكربون، وأكثر من 8 جيجاواط في السعة الإنتاجية لمشاريع الطاقة المتجددة».
استرداد البيئة الطبيعية
وفي سبيل تقوية التنوع البيولوجي وتعزيزه، واسترداد البيئة الطبيعية المحلية وزيادة نسبة المناطق المحمية إلى أكثر من 30 في المائة، بلغت نسبة المناطق البرية المحمية 18.1 في المائة، ونسبة المناطق البحرية المحمية 6.49 في المائة، من إجمالي مساحة المملكة، ويجري العمل على تنفيذ 4 مبادرات ستسهم في زيادة نسبة المناطق البرية المحمية إلى أكثر من 21 في المائة، وزيادة نسبة المناطق البحرية المحمية إلى أكثر من 26 في المائة بحلول عام 2030.
ومنذ إطلاق مبادرة «السعودية الخضراء»، أُعيد توطين 1669 حيواناً مهدداً بالانقراض مثل المها العربي، وغزال الرمل، والوعل، في المحميات الطبيعية بالمملكة حيث تساعد هذه الحيوانات على تعزيز التنوع البيولوجي.
كما دعت المبادرة جميع أفراد المجتمع السعودي للمشاركة في فعاليات النسخة الأولى من «يوم مبادرة السعودية الخضراء»، وبالفعل هناك إقبالاً كبيراً من قبل أفراد المجتمع للمشاركة في مبادرات التشجير الجارية في مختلف أنحاء البلاد، حيث وصل عدد المتطوعين إلى 150 ألف شخص من مختلف شرائح المجتمع خلال العامين الماضيين، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا العدد خلال الفترة المقبلة.