” التحول الصحي ” في موسم الحج .. يستهدف تقديم الرعاية الصحية وتيسير الوصول إليها من خلال انتشار المرافق الصحية والمراكز الإسعافية
كتب-محمد حلمى
يكثّف "التحول الصحي" خلال موسم حج العام الحالي 1445هـ جهوده الرامية إلى تيسير الوصول إلى الخدمة الصحية المناسبة لضيوف الرحمن وذلك انطلاقا من رؤية المملكة 2030 ، وما شرف به الله المملكة من مكانة خاصة لخدمة ورعاية ضيوف الرحمن ، عبر توفير الإمكانات المادية والبشرية وانتشار المباني الصحية والمراكز الإسعافية، والالتزام بالمعايير ذات الجودة العالية التي يشترط توافرها في الرعاية الصحية المقدمة للحاج من خلال الكوادر البشرية التي تمتاز بالكفاءة والخبرة اللازمة، وتركيز الجهود على تعزيز الوقاية ورصد وتتبع انتشار الأمراض الصحية.
وتتنوع مبادرات وإسهامات التحول في القطاع الصحي باختلاف المستهدفات التي يسعى لتحقيقها ، خاصة ما يعظم العطاء الخيري من خلال "مركز التطوع الصحي"، الذي يعنى بدوره بتمكين وتنظيم مجال التطوع الصحي لاستيعاب الطاقات البشرية المتجهة والمتأهبة لخدمة ضيوف الرحمن، حيث تجاوزت عدد الفرص التطوعية وفقًا لموقع المركز الرسمي الـ 46 ألف فرصة تطوعية.
ويعمل التحول الصحي ضمن جهوده خلال موسم الحج على تسهيل الوصول إلى الخدمة الصحية، بالتعاون مع عدد من الجهات ذات العلاقة منها مبادرة الإسفلت المطاطي المرن في ممرات المشاة بالمشاعر المقدسة التي نفذتها وزارة النقل بالشراكة مع وزارة الصحة وعدد من الجهات، في ممرات المشاة بين مزدلفة وعرفة بمساحة إجمالية تجاوزت 15 ألف متر مربع، بما يسهم في تقليص إصابات الأقدام والكاحل الناتجة عن السير لمسافات وفترات طويلة، لا سيما من كبار السن الذين تزيد نسبتهم عن 50% من الحجاج، مما يعمل على امتصاص الإجهاد وتخفيف الضغط على منطقة الأقدام، ويسهم في توفير المرونة والراحة أثناء السير أو الركض.
كما يشارك في الجهود التسهيلية المبذولة في تيسير انتقال الحجاج من المدينة المنورة إلى بيت الله الحرام، بتهيئة الفرق الميدانية التابعة لوزارة الصحة وهيئة الهلال الأحمر السعودي للمركبات وحشد الكوادر البشرية والتطوعية للمرافقة والتعامل مع مختلف الحالات الصحية في مسجد الميقات والمنطقة المحيطة به ، حتى يتم تفويج الحالات الصحية من ضيوف الرحمن إلى المشاعر المقدسة بسلاسة ويسر.
وامتدادًا لتمكين التحول الرقمي يواصل مستشفى "صحة" الافتراضي خدمة الملايين من المستفيدين في ذروة موسم الحج عبر توفير نخبة من الطواقم الطبية المتخصصة، التي تعمل على مدار الساعة في عدة مسارات لتقديم الخدمات الطبية الافتراضية في مجالات " تطبيب السكتات الدماغية والعناية الحرجة عن بعد، ومراقبة مرضى القلب باستخدام أجهزة مراقبة يرتديها الحاج المريض، و تجهيز خدمات الفريق الافتراضي للمساندة الطبية في حالة الطوارئ والكوارث -لا قدّر الله- وغيرها من خدمات الرعاية الافتراضية، فيما يقدم تطبيق "صحتي" الاستشارات والمعلومات الصحية المتخصصة عن بعد للحجاج دون الحاجة لنقلهم خارج الحرم المكي، إلى جانب جهود وزارة الصحة في تفعيل التقنيات الحديثة لربط أقسام الأشعة بمستشفيات المشاعر المقدسة بنظام "طب الاتصالي" ، و عدد من التطبيقات الإلكترونية التي يتم استخدامها بالحوامل الذكية المتنقلة بكل سهولة ووضوح.
ويقوم المركز الوطني لإدارة الأزمات والكوارث بحشد الجاهزية الكاملة لتنفيذ الجانب الوقائي للتصدي ومواجهة الأزمات الصحية، إلى جانب ما يقوم به مركز القيادة والتحكم الذي يعنى بالمراقبة على أداء المستشفيات والخدمات المقدمة، وعيادات متنقلة مجهزة بالكامل لمرافقة ضيوف الرحمن ما يسهم في ترسيخ مكانة المملكة المحورية والريادية في مجال الصحة على مستوى العالم، مواصلة جهودها الدؤوبة في الارتقاء بالخدمات المقدمة للحاج التي من شأنها أن تمهّد خطواته وتيسر رحلته بأمان واستقرار، مواكبةً بذلك تطلعات رؤية عالية الطموح وتحولٌ صحي يضع صحة الإنسان أولاً.