الأحد 19 مايو 2024 مـ 03:51 مـ 11 ذو القعدة 1445 هـ
جريدة النور
نادي النصر الرياضي
نادي النصر الرياضي
رئيس التحرير محمد حلمي
ضبط أحد الأشخاص بالإسماعيلية لقيامه بإرتكاب واقعة مقتل طالب والإستيلاء على هاتفه المحمول ضربات أمنية مستمرة لضبط مرتكبى جرائم الإتجار غير المشروع بالنقد الأجنبى مركز الملك سلمان للإغاثة ينفذ مشروعاً لحفر 290 بئراً في جمهورية النيجر الشؤون الدينية بالحرمين الشريفين تكثف مسارات الدروس الإرشادية لتعزيز الرحلة الإيمانية لضيوف الرحمن في موسم الحج سمو ولي العهد يناقش مع مستشار الأمن القومي الأمريكي المستجدات الإقليمية وتطورات الأوضاع في غزة طلاب المملكة يحصدون 114 ميدالية وجائزة كبرى في أكبر مسابقتين عالميتين للعلوم والهندسة والاختراع والابتكار نيابة عن سمو ولي العهد.. وزير البيئة والمياه والزراعة يرأس وفد المملكة المشارك في المنتدى العالمي الـ 10 للمياه بإندونيسيا محمد رمضان يعلن التحضير لعمل غنائي جديد.. «يا ترى ايه الأغنية الجاية؟» إصابة 9 أشخاص بحادث تصادم سيارتين أعلى محور دارالسلام في سوهاج 34 قضية .. حملات مكبرة على أوكار المخدرات بالقناطر حملات مكبرة على تجار المخدرات بجنوب سيناء الداخلية: تحرير 145 قضية مخدرات في حملات على القوصية بأسيوط والزقازيق بالشرقية

المرأه الحديديه ” مثل انضرب بيه الست ”شيماء ”العامله بالحداده وسائقه التوكتوك

كتبت: مروة سليم

المرأة الحديدية لها قوالب متعددة وأنماط مختلفة منها:طالبة العلم المغتربة، ربة المنزل، المرأة العاملة، المرأة المطلقة، المرأة المعيلة، الغارمات، وغيرها من الأشكال التى لا تعد ولا تحصى ،ففى كل بيت مصرى ظروف اقتصادية جعلت سيدته تخلع ثوب الأنوثة لتواجه أهوال الحياة بوجه يتسم بالجمود وروح أشبه بروح الفرسان ، وما أن قررت أن تخطو خطوة خارج بيتها حتى دربت نفسها كثيرا على أن تضرب الأرض بقوة مما يترتب عليه وقع خطوات أكثر ثبات وثقة بالنفس، وكأنها حوافر حصان جامح ،لا يأبه العادات والتقاليد، ولا يرضخ للأعراف،إنما تحارب لتغيير المفاهيم العقيمة ،فليس شرطا أن تكون المرأة ذات مكانة علمية عظيمة أو ذو منصب رفيع لتصحح الأفكار الخاطئة، إنما قد تغيرها بأفعالها من خلال انخراطها فى سوق العمل و امتهانها مهن شاقة كقيادة سيارة أو غيرها من الأعمال الحرفية مثل الحداده .

هكذا استطاعت الست شيماء "التي تعمل بالحداده وسائقه توكتوك" ان تضرب لنا مثلا رائعا في تحدي ظروف المعيشه ومتاعب الحياه. تمسك بالمطرقة الثقيلة وتبدأ الطرق على الحديد " الخرده " وتطبيقها ليتم انصهارها ، وتتنقل بين الآلات داخل المصنع ، فتتعامل مع النار تارة، وتحمل الحديد الثقيل لتنقله مكان اخر او تحمله علي العربات ، " شيماء محمد. "، التى اختارت طريق مختلف لنفسها منذ سن السابعة من عمرها لتساعد والدتها فى مصنع الحاج نادي للحداده بمنطقه تل الحدادين.

تمر على صاحبة ال 36 عاما فتجد هيئة فتاة توحى بشخصية قوية قادرة على إدارة ذلك المكان، والتعامل مع الأدوات الثقيلة، والشخصيات الصعبة للرجال الذين يتوافدون على المصنع بشكل خاص لحرفيتها غير المسبوقة والتى جعلت صيتها يصل لجميع محافظات مصر حيث انها تسافر مع العمال لابعد المسافات الاقصر واسوان والقاهره ومناطق اخري للعمل بالحداده ، ولكن تظل نظراتها الحائرة أثناء عملها توحى بوجود جانب خفى خلف ذلك الذى تظهره للعامة. فتجد أن هناك جانب آخر على النقيض من طبيعة عملها، ففى منزلها هى الفتاه التى تختار فساتينها بنفسها دون تدخل أحد تقول" شيماء،" انها تسكن في شقه بمفردها بعيدا عن والدتها التي تزوجت بعد انفصالها عن زوجها وانها فضلت العيش،بمفردها ومع ذلك تصرف علي والدتها ولاتقصر فيها " اهم حاجه رضاها عني " كلمات قالتها شيماء تحمل بين حروفها كل معاني الرجوله وتحمل المسئوليه، وقالت شيماء،ان "لها اخ شقيق من الام، بصرف عليه وفي بعض الاوقات بيجيلي المصنع ويطلب فلوس بديله " اما عن جيرانها في المنطقه "تحظى بحب جيرانها، تقول شيماء" بيعطفوا عليا بالملابس الرجالي علشان عرفين اني بفضل اللبس الرجالي واحيانا اللبس الحريمي وبلبسه في بيتي والاكل ايضا " و"بينادوني المرأه الحديديه في المنطقه " حتى أنها تشارك أطفالهم اللعب فى أحيان كثيرة. تتحدث "شيماء "، للنور نيوز "، فتقول أنها تعشق الحياة ولا تخشى أى شىء، ولا ترى فى الهزيمة واليأس وجود فى حياتها، فمنذ السابعة من عمرها وهى تعمل في الحداده،حتي اصبح الحاج نادي لايستطيع التخلي عنها لامانتها ونزاهتها . " الحداده شغلى " ، ومحدش يقدر يتعدى حدوده معايا"، كلمات قالتها شيماء بابتسامة ثقة متحدثة عن عملها، وواضعة قوانين للتعامل مع الرجال ، لتتغير ملامح وجهها عند التحدث عن زواجها ، فتقول" شيماء انها تزوجت في سن 13 سنه وكانت تعمل في مهنه الحداده ولكنها انفصلت عن زوجها الذي لم يرعاها قالت " طلب مني استمر في شغل الحداده فقولت "وجوده زي عدمه " انا كان نفسي في راجل حمش، قد المسئوليه، إنه ما يخافش منى ويقدر عطائى"، حيث ترى شيماء أنها كانت تبحث عن شريك حياة ذو شخصية قوية، لا ينتظر عملها لتنفق عليه، بالإضافة لتقديره لعملها.

ام عن اثار علامات الجروح التي توجد بوجهها فقالت" شيماء " كنت بشيل صاج، واحده منهم فتحت وشي وخيطتها وجسمي كله جروح وكدمات من شيل الحديد" كما تحكي عن حادث سياره لها منذ صغرها ادي الي حدوث اعاقه في رجلها الشمال " ورغم ذلك تعمل بمهنه الحداده. اضافت" شيماء" انها تعمل سائقه توكتوك بجانب مهنه الحداده قالت شيماء " بشتغل علي التوتوك ليا زبائني في المنطقه علشان ازود الدخل ، الدخل مش، بيكفني انا ووالدتي " أحلام عديدة تراودها،" انها تستقر في حياتها ان يكون هناك قبض ثابت تقديرا لسنها وعجزها قايله انا مستقبلي مش مضمون وخايفه علي "والدتي من بعدي "وأمنيات أخرى كثيرة تحتفظ بها داخل قلبها لا يعرف أحد عنها، بل أفكارها وحملها الخاص كفتاة تحب الإحتفاظ بأسرارها لنفسها. المرأة المصرية تختلف عن بقية النساء لا تستسلم لضيق الحال أو لغلاء الأسعار، إنما تدرك أنها فى مرحلة تتطلب منها المشاركة والمساندة، تعى جيداً أنها تاركة خلفها أسرة ، لابد أن توفر لها أبسط صور المعيشة من مأكل و ملبس ومسكن، وعليها أن تتخطى الحواجز وتزيل العقبات للحصول على المال الذى يلبى لها تلك الاحتياجات. فيجب علينا جميعا أن نرفع القبعة لكل سيدة موجودة بالشارع المصرى ،أما عن الأمهات المصريات فلو انحنينا لتقبيل أقدامهن فلن نفى حقهن أو نرد جميلهن .