تعرف على سبل جديدة لتطوير الزراعة فى الأراضى شديدة الملوحة
كتبت شيماء نعمان
أولا:- زراعة حشائش "البلوبانك" علف المستقبل للمناطق الجافة إن حشائش البلوبانك هى نباتات معمرة تعيش لمدة تصل الى١٠ سنوات كاملة مستمرة فى انتاج العلف الأخضر صيفا وشتاء واوراقها خضراء مائلة للزرقة ، وهى نبتة قوية جدا وسريعة النمو ولذلك فهى تسمى بالاعلاف العملاقة حيث تصل سيقان النبات إلى ٢.٥متر وتبلغ انتاجية الفدان الواحد من ٦٠- ٧٥ طن ألف اخضر سنويا فى حين يتراوح انتاج الفدان الواحد من البرسيم من ٣٠- ٤٠ طن سنويا فى احسن الأحوال.
ويستهلك هذا النبات ٥٠% فقط من نفس كمية مياه الرى التى يحتاجها البرسيم ولا يدخل فى فترة سكون فى النمو خلال فصل الصيف حيث يستطيع إستعادة النمو بعد الرعى والحش فى خلال من ١٨ - ٢٠ يوم صيفا و من ٣٥ - ٥٠ يوم شتاءا .
وهو ذو مقاومة عالية لملوحة التربة حتى ١٠٠٠٠ جزء فى المليون ولملوحة مياه الرى حتى ١٥٠٠٠ جزء فى المليون، ويمكن الرى لمرة واحدة أسبوعياً فى فصل الصيف ومرة واحدة كل أسبوعين خلال فصل الشتاء ،ويعطى الفدان الواحد حوالى من ١٠ - ١٢ حشة سنويا ويحتوي على نسبة بروتين من ١٥% - ١٨% وهو أعلى قليلا من محتوي البروتين فى البرسيم ، ولكنه يتميز بارتفاع نسبة المادة الجافة بمقدار ١٢% عن البرسيم و بذلك فهو لا يؤدى لحدوث مشاكل الانتفاخ والإسهال التى يسببها البرسيم لانخفاض نسبة المادة الجافة به .
وكذلك يتميز هذا النبات بأنه يمكن زراعته على مياه الصرف الصحي التى تحتوى على كمية عالية من الامونيوم النيتروجينى.
أهم النتائج المترتبة على زراعة حشائش " البلوبانك " فى مصر :-
١- أن إحلال هذا النبات بالتدريج من قبل فلاحى مصر بأنفسهم بعد أن يتم توفير التقاوى والبذور اللازمة لذلك سيؤدى إلى توفير العلف الأخضر طيلة أيام السنة صيفا وشتاء ولمدة عشر سنوات مما يوفر على الفلاحين مصاريف الحرث و إعادة الزراعة كل موسم زراعى ولو بجزء ومساحة ثابتة فى حقل كل فلاح ويمكن بذلك توفير جزء كبير من مياه الرى سنويا كان يتم استنزافها لزراعة كامل الأرض بالبرسيم شتاء والأرز صيفاً وهما من المحاصيل الشرهة فى إستهلاك مياه الرى.
٢- تحقيق جدوى إقتصادية عالية لمشروعات الثروة الحيوانية من انتاج اللحوم والألبان من خلال توفير هذه الأعلاف الخضراء طوال العام مع تقليل نسبة الأعلاف الجافة التى تلتهم جزء كبير من تكلفة اى مشروع للانتاج الحيوانى حتى يتحول جزء كبير من هذة التكاليف و المصروفات إلى جانب الأرباح و المكاسب المادية للفلاح أو المستثمر.
٣- إمكانية زراعة هذا النبات على الأراضى المجاورة للمصارف الفرعية والرئيسية داخل جميع الأراضى المصرية إذا لم تكن هناك أية مصادر أخرى للمياه العذبة مع تحقيق نفس العوائد الإقتصادية المشار إليها سابقاً.
٤- إعادة تشغيل وإستغلال جميع الأراضى التى توقفت فيها مشروعات زراعة الفاكهة التى تقع على الساحل الشمالى بالقرب من البحر على عمق عدة كيلومترات و التى عانى أصحابها من ملوحة التربة ورشح الملح أو وجود نسبة مرتفعة من الأملاح بمياة الرى المستخرجة من الآبار بهذه المناطق مما أدى لضمور و سكون الأشجار و النباتات وعدم إستجابتها للنمو بالشكل الذى يحقق الجدوى الإقتصادية لمشروعات الزراعة والاستصلاح بهذه الأماكن، لذلك فإن الحل الأمثل هو زراعة هذا النبات و تحويل نشاط المشروعات بجميع هذه الأراضى إلى نشاط الإنتاج للثروة الحيوانية .
ومثال ذلك أراضى الظهير الصحراوي بمدينة "جمصة " وكذلك بعض الأراضى الواقعة على جانبى ترعة السلام فى سيناء حيث أكدت بعض التقارير وجود نسبة مرتفعة من الأملاح بالتربة مما يمكن أن يضيع على الدولة تحقيق الأهداف التى من أجلها تم توصيل مياه النيل لهذه الأراضى وبالتالى فإن أفضل حل لذلك هو زراعة هذا النبات وتحويل الزراعات هناك إلى هذا النبات والإستثمار فى قطاع الإنتاج الحيوانى.
٥ - على وزارة الزراعة أن تقوم بتوفير تقاوى وبذور هذه النباتات لجميع الفلاحين والمستثمرين وعدم التزرع والإعتراض على ذلك بالقول إن هذه البذور غير متوفرة بمصر وذلك لأن هذا النبات معروف فى السعودية والكويت وتم إستخدامه بهذه البلاد منذ سنة ١٩٩٥ والإستفادة منه فى أنشاء مشروعات تسمين وتربية الحيوانات نظرا لوجود نسبة مرتفعة من الأملاح بالتربة ومياه الرى المستخرجة من الآبار بهذه البلاد أما نحن فبمجرد ظهور مشكلة ملوحة التربة والمياه يتم هجر المشروع والإستسلام لليأس دون أن نستفيد من البحث العلمى والإطلاع على الحلول العصرية لمشكلات الزراعة التى تستفيد منها كل دول العالم إلا نحن فى مصر لعدم الإهتمام بالإطلاع على العلوم و الأبحاث العلمية الجديدة في كل المجالات.
ثانياً:- إستخدام تكنولوجيا زراعة الأنسجة لأشجار النخيل لزيادة إنتاج التمور كبديل إحتياطى و إستراتيجي للأمن الغذائي المصرى :-
حيث تتميز هذه التقنية بالقدرة على إنتاج وإكثار عدد كبير من فصائل النخيل بإستخدام عدد قليل جداً من الأمهات و كذلك للحصول على فصائل خالية من الأمراض الفطرية المنتشرة حالياً فى كثير من البلدان التى يخشى إستيراد فصائل منها .
وتتميز هذه الطريقة فى الإكثار بتجانس الفصائل الناتجة مما يضمن تجانس النمو وسرعته ثم الحصول على إنتاج أكثر للإشجار يبدأ فى التبشير مع العام الثانى للزراعة .
ويمكن من خلال زراعة الأنسجة وصول إنتاجية النخلة الواحدة من صنف " البرحى" الممتاز إلى ٢٠٠- ٣٠٠ كيلو للنخلة الواحدة سنويا بقيمة تتراوح من ٣٠٠٠- ٥٠٠٠ جنيه كعائد وأرباح للنخلة الواحدة حسب سعر السوق و بذلك يمكن من خلال زراعة فدان واحد بأبعاد ٨× ٨ لكل شجرة ومن خلال ٦٥ نخلة إجمالا للفدان المنزرعة للحصول على عائد وأرباح من ٢٠٠الف- ٣٠٠الف جنيه سنويا .
هذا ومن جانب آخر تمنى الأستاذ أيمن الأدغم فى القريب العاجل أن يقوم السيد رئيس الجمهورية بإطلاق مبادرة جديدة تحت عنوان( نخلة لكل أسرة مصرية ) وذلك لمضاعفة أعداد شجر النخيل بمصر و التى تبلغ حاليا ٢٠ مليون نخلة فى أسرع وقت ممكن حتى تكون متاحة لجميع المصريين بالحدائق والمتنزهات العامة ويمك