امنعوا هروب اللاعبين بالاحسان إليهم
بقلم : سيد عبد المالك -- مدير التحرير
كما يقولون (الناس مقامات) كذلك يمكن ان نطلق على الألعاب الرياضية مقامات ، فمقام لاعب كرة القدم يعلو على مقام لاعبي الألعاب الأخرى بدرجات متفاوتة وفي ذيل المقامات الألعاب الفردية وخصوصا ألعاب القوى التي تصرف عليها الدولة ملاليم مقابل الملايين على الألعاب الأخرى ، مع أن دول العالم المختلفة بما فيها البلدان النامية وحتى الفقيرة تسعى للحصول على بطولات في هذه الألعاب وخصوصا في البطولات العالمية كالأولمبياد او غيرها من البطولات القارية والتي تنال شهرة عالمية لذلك تهتم الدول بابطالها وتقدم لهم كل الدعم والرعاية حتى يحققوا لبلدانهم ميداليات الذهب أو الفضة أو حتى البرونز فهي ألقاب تفتخر بها كل دولة ينال لاعبوها شرف الحصول عليها.
لكن في دولتنا الرشيدة يهرب اللاعبون لأنهم لا يجدون الدعم والرعاية وللأسف خلال الأعوام القليلة الماضية أصبح هروب اللاعبين في الألعاب الفردية ظاهرة وآخر الهاربين اللاعب سيف شكري لاعب المصارعة والذي يحكي مأساته قائلاً : (( انا عملت كده عشان مينفعش ابقي بطل افريقيا 5 مرات ومباخدش 1٪ من التقدير اللي بياخده لاعب قاعد دكه طول السنه في الاهلي او الزمالك ، ليه ابقي بطل افريقيا وابويا يبقي مديون بسببي ؟)).
أنه غادر ولا احب كلمة هرب لأنه لم يجد الدعم والرعاية والاطمئنان على مستقبله من أمان مادي وأمان صحي وأمان تدريبي وأمان تقديري ، كلها أمانات يجب أن توفرها الدولة لأي لاعب أو أي موهبة في أي مجال من المجالات ، نحن لدينا مشكلة حقيقية في تقدير الكنوز البشرية من أبنائنا في شتى المجالات العلمية والرياضة والإبداعية إننا فقط نقدر صنفين أهل الفن والرياضات الجماعية ككرة القدم أو السلة والطائرة وحتى الاخيرتان بصفة أقل أما الألعاب الفردية فإذا لم ينحت اللاعب في الصخر بمجهوده وطموحه ودعم أهله فلن يحصل على بطولات باسم دولته وليس لشخصه فقط فإذا حصل عليها يجد التقدير الهزيل الذي لا يثمن ولا يغني من جوع كما ذكر اللاعب حيث قال: ((أول مشاركة دولية ليا في 2019 في بطولة إفريقيا في تونس كان عندي 18 سنة، وقتها جبت ميدالية ذهبية في بطولة إفريقيا للشباب والبرونزية في بطولة إفريقيا للكبار، وشاركت في البطولتين بسبب تميزي.
واضاف: الفرحة مكنتش سيعاني وأنا شايف علم مصر قدامي والنشيد الوطني بيتعزف وتعبت أوي عشان اللحظة دي وأبويا وأمي تعبوا معايا جدا وزمايلي والمدربين، أبويا صرف عليا كتير جدًا عشان اللحظة دي، وأنا بلعب مصارعة وأنا عندي 5 سنين ، وعدت لمصر وأنا فرحان وفخور جدًا على أساس في دماغي إن في مكافأة ومرتب لي والدنيا هتحلو معايا وهيكون معايا فلوس وشقة وعربية، قالولي طبعًا فيه مرتب وفيه مكافأة، قلت أكيد الخير جاي، سألت على مرتبي كان الرد إنه هيكون 745 جنيها في الشهر بعد خصم الضرائب مكنتش مصدق، قولت مش مشكلة أكيد المكافأة هتعوض سألت عن المكافأتين بتوع بطولتي إفريقيا، قالولي مش هنقدر نصرفلك غير مكافأة الميدالية الذهبية بطولة إفريقيا للشباب وبس، لكن البرونزية لا، كان في دماغي مكافأة عالية ولكني فوجئت أنها 5000 جنيه والمكافأة دي حصلت عليها بعد سنة، أخدت البطولة في مارس 2019 والمكافأة في شهر مارس 2020 خلال ذهابي لبطولة إفريقيا الثانية)).
هل هذه مكافأة بطل حصل لدولته على ميدالية ذهبية أنها مأساة كثير من لاعبي البطولات الفردية والأعجب من ذلك أنهم حينما يخرجون من بلدهم تتخطفهم الدول الأخرى وتقوم برعايتهم ودعمهم ليلعبوا باسمها ويحصلوا لها على بطولات وميداليات تسجل باسم تلك الدول ونحن نخسر هؤلاء اللاعبين بسبب سوء التقدير لقدراتهم.
افيقوا يرحمكم الله وامنعوا هروب ابطالنا بتوفير كافة أنواع الدعم والرعاية لهم وتقدير جهودهم ونجاحهم تقديرا آدميا يشعرهم بالفخر لإنجاز بطولات باسم بلدهم ولا تجعلوهم يفرون لبلاد أخرى فيجدوا الرعاية والدعم الكاملين والاطمئنان على حياتهم الآنية والمستقبلية .