لم أك بارا بوالدي في حياتهما فهل لا يزال باب البر بهما مفتوحا بعد وفاتهما؟.. أزهري يرد
تلقى الدكتور عطية عبد الموجود لاشين، أستاذ الفقه الإسلامي بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر، سؤالا من أحد المتابعين نصه: لم أك بارا بوالدي في حياتهما، وأريد تدارك هذا التقصير فهل لا يزال باب البر بهما مفتوحا بعد وفاتهما؟.
لم أك بارا بوالدي في حياتهما فهل لا يزال باب البر بهما مفتوحا بعد وفاتهما؟
وقال العالم الأزهري عبر حسابه على فيسبوك، إن للوالدين منزلة عالية، ومكانة سامية في الإسلام لما قدماه للأبناء إذ أنهما كانا السبب بعد الله عز وجل في وجود الأبناء، فالأم ذاقت مرارة الحمل، ومتاعب المخاض وسهرت والكون ساكن، وأرضعت حولين كاملين حتى نشز عظم المولود، ونبت لحمه، والأب كافح وجاهد، وضرب أكباد الأرض طلبا للرزق، وابتغاء فضل الله ليعود بما رزقه الله نفقة على نفسه وعلى الأم، وأولادهما، فكانا حريين أن يقرن الله شكرهما بشكره، وبرهما بعبادته، قال سبحانه: أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير، وقال عز من قائل: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا.
وأضاف العالم الأزهري: وبخصوص واقعة السؤال نقول: إن العمدة في الإجابة على هذه الفتوى حديث روته كتب السنة: ومنها مسند الإمام أحمد وسنن أبي داود عن أسيد مالك بن ربيعة الساعدي رضي الله عنه قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذ جاءه رجل من بني سلمة فقال يا رسول الله: هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما؟، قال: نعم: الصلاة عليهما، والاستغفار لهما،وإنفاذ عهدهما من بعدهما،وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما.
وتابع: فقد ذكر الحديث خصالا خمسا إن قام بهما المرء بعد وفاة أبويه، أو أحدهما اعتبر بارا بهما لما ينقطع البر بالموت، هذه الخصال بإيجاز شديد ما يلي:
1- الصلاة عليهما أي الدعاء لهما فالصلاة الواردة في الحديث يقصد بها معناها اللغوي وليس الاصطلاحي.
2- الاستغفار لهما أي طلب المغفرة من الله للوالدين وهذا تخصيص بعد تعميم لدخول الاستغفار في عموم الدعاء لهما وان هذا تأكيدا لأهمية الاستغفار للوالدين.
3- إنفاذ عهدهما من بعدهما أي إمضاء وتنفيذ ما أوصى به الوالدان قبل موتهما ما لم يكن في ذلك معصية لله عز وجل.
4- صلة الرحم التي لا توصل إلا بهما يعني صلة الأقارب سواء كانوا أقارب للأب أو للأم كالأعمام والعمات، والأخوال والخالات،ومن قبل ذلك الإخوة والأخوات أبناء الوالدين.
5- إكرام صديقهما أي صديق الوالد او الوالدة فتحرص على دوام الوصل بهم والإكرام والإحسان إليهم فإن فعلت ذلك فأنت تكرم، وتحسن إلى والديك.
واختتم: وقد قال بشأن ذلك سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أبر البر صلة الولد أهل ود أبيه.