احذروا التهجير فالمخطط قديم
بقلم :سيد عبد المالك
انها رسالة تحذير أوجهها لأطراف القمة العربية الإسلامية التي تمخض عنها ٣١ قرارا ليس من بينها قرار قوي يجعل اسرائيل تفكر في عواقبه وتتراجع عن القصف المستمر على القطاع وتوقف الحرب ، بل تلك القرارات جاء أغلبها شجب وإدانة ومطالبة المجتمع الدولي للتدخل لوقف الحرب مع أن المجتمعين يشكلون تقريبا ثلث المجتمع الدولي اي من حقهم المطالبة بوقف الحرب وبصوت عال وليس دعوة المجتمع الدولي ، وكان عليهم اتخاذ بعض الخطوات الرادعة فلديهم اوراق ضغط قوية يمكن أن يكون لها تأثير على سبيل المثال لا الحصر التهديد بإلغاء الاتفاقيات الموقعة بين إسرائيل وعدد من الدول العربية والإسلامية ومنها اتفاقات إبراهام وكذلك التهديد مجرد التهديد بسحب السفراء ، ولكن للأسف يبدو أن هذه القرارات الهزيلة والتي صدرت عن اجتماع نحو ستين دولة عربية وإسلامية قد أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل لاستمرارها في عدوانها ، ومن قبل القمة أخذت الضوء الأخضر من أمريكا والدول الأوروبية المتمثلة في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا في القضاء على المقاومة الفلسطينية في غزة واهمها بطبيعة الحال حماس اقوى جماعات المقاومة ، واعتقد أن هذا الضوء الأخضر هو الذي دفع الكيان الصهيوني إلى ارتكاب المزيد من المجازر اليومية المروعة وتدمير الأبنية على ساكنيها وعدم احترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني في حماية المدنيين بل وتدمير المنشآت الدينية كالمساجد والكنائس وامتد القصف ليطال المستشفيات التي تؤوي المرضى والمصابين نتيجة القصف العشوائي المستمر منذ أكثر من أربعين يوما بلا هوادة ، بل زاد الطين بلة باقتحام المستشفيات وقطع المياه والكهرباء عنها وهي تأوي المئات من المرضى والمصابين والأطفال الخدج الذين مات منهم الكثير لقطع الكهرباء عن حضاناتهم واغتيال الأطفال وطاقم التمريض في مستشفى الشفاء اكبر المستشفيات بغزة بل وتدمير العديد من أقسام ومنشآت المستشفى حتى لا تصلح للاستخدام مستقبلا.
كل هذا العدوان الغاشم ما كان يحدث ويستمر لأكثر من شهر ونصف ومازال مستمرا لولا الدعم الأمريكي والغربي وتزويد هذا الكيان الغاصب بمختلف الانواع من الأسلحة والعتاد وحتى المال ، والأهم من كل ذلك تأكيد الكيان الصهيوني في القتل والدمار بحجة الدفاع عن النفس وعدم استجابة تلك الدول للنداءات الدولية الإنسانية من مختلف دول العالم بوقف القصف العشوائي والحرب على اكثر من مليوني انسان بدعوى الحرب على حماس واقتلاعها من أرضها أما بالقتل أو بالاغتيالات.
ولم اشهد طوال تاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي رئيس أمريكي منبطح أمام اسرائيل كالرئيس الأمريكي الحالي بايدن والذي يتحدث باسم النتنياهو وكأنه صهيوني مثله ويبدو أن تضامنه بهذا الشكل سيكون له تداعيات خطيرة ليست على غزة فقط بل على المنطقة بأسرها.
فإسرائيل بعد اخذها الضوء الأخضر أصبحت كالكلب المسعور ينهش كل ما يجده أمامه ولن يوقفها شىء طالما الدعم الدولي بكافة أنواعه حاضر وجاهز للدفع والمشاركة أليس أدل على ذلك من وجود حاملة الطائرات الأمريكية في مياه البحر المتوسط منذ بداية الحرب وحتى الآن واتبعتها بغواصة نووية لست ادري لماذا ارسلها بايدن ام هو نوع من الردع لكل العرب وإيران ورسالة تحذير للجميع ولكل من تسول له نفسه مجرد محاولة الدخول في الحرب مع حماس ضد إسرائيل.
والسؤال
الى متى ستستمر المجازر وهل المقصود فعلا هدف اسرائيل المعلن بالقضاء على حماس ام هناك هدف آخر . إن ما أخشاه أن يكون الهدف الذي في ذهني هو الهدف الرئيسي وليس مجرد القضاء على حماس فقط وهو تهجير أهل غزة بالكامل من القطاع وتنفيذ الخطط المعدة من سنين وهو تهجير الفلسطينيين خارج وطنهم في البلدان القريبة منهم كمصر والأردن ، والشواهد تقلق فبعد أن هجرت إسرائيل أهل الشمال إلى الجنوب ، واقتحمت مدينة غزة ، الآن تطالب سكان مدينة خان يونس التي هي في الجنوب بالخروج من المدينة فإلى أين يذهبون ، اظن انها ستمارس هذا المخطط التهجيري على كل مدن القطاع حتى لا يجد السكان مكانا ينتقلون إليه الا البحر أمامهم أو قبول مصر والأردن استقبالهم وبذلك تلتهم اسرائيل غزة وتضمها إليها في إطار الهدف الأكبر للصهيونية من النيل للفرات فماذا نحن فاعلون ؟.
إن الرئيس السيسي قد حذر منذ بداية الحرب من تهجير الفلسطينيين إلى سيناء وأخذ تفويضا باسم الشعب المصري بحماية سيناء من أي تهجير إليها فالتهجير خط احمر لن تقبله مصر ولا الاردن لذا علينا أن نفكر تفكيرا عمليا ونتخذ خطوات من شأنها ايقاف الحرب بأي وسيلة من الوسائل ليظل أهل غزة في وطنهم ولا تستطيع قوة في العالم أن تهجرهم خارج وطنهم ويكفي ما حدث لهم من ٧٥ عاما من التهجير القسري والعنف الدموي والمذابح التي لن ينساها التاريخ من عصابات الهاجاناة كمذابح صبرا وشاتيلا.