الأوقاف في مصر القديمة، ندوة في نقابة اتحاد الكتاب
أقامت النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر برئاسة الدكتور علاء عبد الهادي، ولجنة الحضارة المصرية القديمة برئاسة الكاتب عبد الله مهدي ندوة بعنوان:"الأوقاف في مصر القديمة"، وكان ضيف اللقاء الدكتور أحمد طلبة وكيل الإدارة العامة للسياحة.
وطالب عبد الله مهدي بعودة العمل بالتقويم المصري القديم، ذاكرًا أنه أول وأدق وأهم تقويم زراعي عرفته البشرية، كما طالب أيضًا محافظ الشرقية بالاهتمام بكنيسة الملاك ميخائيل، نظرًا لوجود ظاهرة تعامد الشمس عليها ثلاث مرات سنويًا، وهذه الظاهرة يعود تاريخها للقرن الرابع الميلادي، ولكن مؤخرًا حجبت أشعة الشمس عن مدبح الكنيسة نتيجة وجود مبنى خراساني داخل الكنيسة، كما ذكر في كلمته أن الاهتمام بالإرث الحضاري هدفه استخلاص القوانين التي تكمن خلف مظاهر الازدهار والانحدار في المشاريع السابقة، والاستفادة من هذه الخبرات التراكمية في المشاريع الجديدة.
وبدأ أحمد طلبة كلمته شارحًا معنى الوقف وذكر أن الوقف معروف لدى الجميع " الرومان، والإغريق، والأقباط، والمسلمين"، وذكر أنه سوف يقدم عرضًا يوضح من خلاله معرفة المجتمع المصري القديم للوقف، وكيف أداروه، والكيفية التي تعاملوا بها مع الوقف.
وذكر أنه مع بداية الأسرة الرابعة وخاصة في عهد الملك سنفرو وجد النظام المكتمل لإدارة هذه المؤسسات، واستدل على معلومات كثيرة عن هذا الموضوع من خلال حجر باليرمو الذي كتب عليه ما يفيد إنشاء 35 مؤسسة و122 مزرعة للمواشي، وذكر أن الملك سنفرو كان لديه الكثير من المنشأت في دهشور، وأسس ضياع عديدة في كل الأماكن كي يصرف دخلها على مشاريعه الكثيرة والمتنوعة.
ثم تحدث عن صور الوقف عند المصري القديم شارحًا الوقف الخيري الذي يهدف إلى ترك ذكرى طيبة ويخلد المتوفي في ذاكرة الناس، كما يسدد الدين عن من لا يستطيع، وهناك من جدد مقابر الأسلاف، وهناك من يقوم بدفن من ليس له ابن ويقوم بعدة طقوس جنائزية، كما تحدث عن الوقف الأهلي والذي يعني تخصيص شيء من ممتلكاته لصالح أفراد أسرته.
وختم الدكتور أحمد طلبة حديثه مؤكدًا تقدم الدولة المصرية القديمة في موضوع الوقف بشكل يدل على تطورهم اللافت في الإدارة والتنظيم ونظم الحماية والمحاسبة.
و