”الكحك”قدسه ”الفراعنة”وزينه ”الإخشيديون” بالدنانير

كتبت:هيام فايز
لاشك ان"كعك العيد" أو "كحك العيد"، هو طقس شعبى تتميز به الثقافة المصرية منذ القدم ،وهو رمز السعادة والبهجة فى عيد الفطر المبارك.
فالمصريون لا يشعرون بفرحة العيد إلا فى تجمع الأقارب والأصدقاء لصناعة "الكحك"،ففى مثل هذه الأيام من كل عام تنشط الأمهات لعمل الكحك الذى يكون أكثر حضورا على مائدة المصريين فى عيد الفطر.
وقد توارث المصريون الاعتناء بكعك العيد وصناعته على مدار قرون ، وارتبط الكحك بالتراث لدى المصريين منذ القدم،وهناك باحثون يؤكدون ان الفراعنة أول من عرفوا صناعة الكحك.
فقد اعتادت زوجات الملوك على إعداد الكحك وتقديمه للكهنة القائمين على حراسة الهرم خوفو يوم تعامد الشمس على حجرة خوفو، وكان الخبازون يتقنون إعداده بأشكال مختلفة وصل عددها إلى 100 شكل وكان يرسمونه على صورة شمس وهو الإله رع وهو الشكل البارز حتى الآن، وقد ظهرت صور لصناعة كحك العيد فى مقابر طيبة ومنف.
وعلى الرغم من اهتمام الدولة الفاطمية بصناعة الكحك وانفاق آلاف الدنانير على صناعته ،وتخصيص إدارة حكومية خاصة به عرفت بـ"دار الفطرة"، للإهتمام بتجهيز كميات كبيرة من الكحك والحلوى لتوزيعها في العيد.
إلا أن الدولة الأخشيدية سبقت الدولة الفاطمية في العناية بكعك العيد،فقد صنعت الدولة الأخشيدية كعكا محشوا بالدنانير الذهبية أطلق عليه وقتئذ اسم "افطن له"،أى انتبه للمفاجأة وكان يحظى بإهتمام كبير من قبل الدولة.
وقد تميزت الدولة الفاطمية بالحلوى وعمل الكعك، وكان لمطبخها وطباخينها شهرة، وقد ظلت بقيّة من طباخيهم تعمل في القصور الأيوبية، ومنهم طباخة كانت تعمل كعكا شهيا عرف باسمها وهو "كعك حافظة".
واستمر هذا الموروث المصرى حتى يومنا هذا، فمازالت البيوت المصرية تهتم بعمل الكحك وتوزيعه على الأهل والجيران لنشر البهجة والسعادة فى العيد بل أصبح سُكان مصر يتهادون كعك العيد ويتفاخرون بإجادة صنعه.
مثلما كان الكحك يوزع فى الماضى كصدقة على الفقراء حيث كانت تقضي نصوص بعض الوقفيات الإسلامية على توزيعه على الفقراء واليتامى.
وتدل المصادر التاريخية على أن أسواق مصر كانت رائجة بكعك العيد وقد أبدع المصريون في صنع الأدوات اللازمة لعمل كعك العيد، مثل القوالب المنقوشة والمكتوبة التي يحتفظ ببعضها في متحف الفن الإسلامي بالقاهرة.