” الحب مابين الحقيقة والانترنت ”
یحتاج الإنسان الی العواطف الإيجابية کإحتیاجه للماء والهواء والمأكل والملبس ، ویتجسد هذا الإحتیاج فی بحثه الداٸم عن الإهتمام والحب في من حوله بالقدر الذی یشعره بالثقة في النفس ووجود مایصنع بسمته وقوته عندما تشتد علیه الأزمات والضغوطات ویبذل فی سبیل ذلك کل مایجده من اسباب ووسائل سواء التقلیدیة کالتجمل او حضور المناسبات الإجتماعیة او الفسح والإختلاط بالمعارف وغیرهم او الحدیثة کإستعمال وسائل التواصل الإجتماعی المتاحة لیلا ونهارا لربط الصداقات والعلاقات واشباع الإحتیاج العاطفی لديه والاهتمام وشعوره الدائم بمشارکة طرف آخر لتفاصیل یومه .
من المؤكد ان التکنولوجیا اضفت للعلاقات بعدا آخر بین ایجابیات وسلبیات لکن هل یمکن اعتبار العلاقة التی تبنی بین شخصین عبر الإنترنت ناجحة ؟
و ما الذی ینبغی التقید به حتی تکون فی اطارها الصحیح ؟
کما سبق الإشاره الیه فإن تکنولوجیا الإنترنت لها ایجابیاتها وسلبیاتها فهی سلاح ذو حدین یتوقف اثره علی شخصیة واخلاق واغراض کل فرد ولابد فی موضوع العلاقات من معرفه مایلی :
* الشخصیة التی تتواصل معها لیست حقیقیة طالما لم تختبرها علی ارض الواقع .
* الإتفاق علی اللقاء لایعنی انها خرجت من اطار الإنترنت حيث أن التلاقی یغیر فقط صورة الطرف الآخر المعدلة علی بروفایله الی صورته الحقیقیة المجملة بإبتسامة ولباس انیق ومستحضرات التجمیل ومایقوله عن نفسه وبالتالی لایوجد مواقف ولا دلیل علی حقیقة طباعة ویبقی غامضا وشخصیة افتراضیة.
*الإنسان یرتاح للحدیث مع من لایعرفونه اکثر ممن یعرفونه لأنه يميل بطبعه الی اظهار مایناسبة لذلك شعور الإرتیاح لایعنی الإعجاب والحب بل غالبا یعنی سهولة اقناعهم بما یناسبك وهذا بالتأکید بدایة خاطٸة وغير موفقة .
*کثرة التواصل یسهل الإعتیاد علی الطرف الآخر ویصبح ادمانا وهناك فرق بین الإدمان والحب وهو اکثر مایقع فیه غالبیة الباحثین عن علاقات ، حيث ان احتیاجهم لها یجعل من السهل تعودهم علی من یخصص لهم وقته وبالتالی یتغاضون عن عیوبه وینغمسون بعلاقتهم به ظنا انه الحب .
*سهولة استمالة القلب بالکلام والوعود خصوصا في اوقتا متأخرة من اللیل و قبل النوم حیث یقلل من حذر الإنسان علی اسراره ویسهل انسیاقه فی الأحادیث الخاصة .
*سرعة التعلق تعنی دوما الفشل فالإنسان بطبعه یمیل الی التغاضی عن عیوب الآخر حتی یبرر لنفسه تعلقه به حیث یرفض المنطق والنصیحة والحدس حتی لایصحو من نشوة التعلق او مایسمیه بالحب .
ان کل ماسلف یظهر سلبیات العلاقة اذا اکتفینا بالإنترنت واللقاءات العابرة فی بناء علاقة صحیحة والأصح ان یبنی الإختیار علی الأفعال والعقل والحدس للتقلیل من عواقب التعلق بمن لایستحق
وفیما یلی نصاٸح للإرتباط الناجح :-
-لاباس ان یکون الإنترنت وسیلة للجمع بین طرفین لکن اذا توافر لدى كل منهما نية التعبير عن شخصیتة الحقیقیة دون صور ولا تزییف ولا بیانات مغلوطة وبوجود افراد اسرته فی حسابه لیکون اکثر جدیه فی اظهار شخصیتة .
- البعد عن الغش والتضلیل عن ملامح الشکل والشخصیة فخفه الظل لاتتجسد بمنشورات منسوخة من الغیر والثقافة لاتعنی التصویر مع مجموعة من الکتب او کتابة معلومات علمیة مقتبسة من الصفحات والتدین لایعنی صوره نقاب او لحیة او منشورات دینیة والألقاب لاتعنی الذکاء والتمیز لکن یمکن قراءة الشخصية من النقاشات خصوصا عند الغضب والتعارض بالرأی ومن خلال محتوی الکلام وتوقیتة ومن یبادر له.
- الحیاء اهم صفة بالأنثی فلا خیر فی من تبادر للتواصل لغرض التعارف ولا خیر فی من تسهر لأوقات متأخرة للحديث ولا خیر فی من تکذب لمواعدتك ولا خیر فی من تعرض صورها وتزیفها لإستماله الغیر.
- جدیة الرجل لا تظهر بتعریفه لك بإخوته ووالدته واقاربه ولا بحدیثة مع والدتك واخوتك البنات فالرجال تطرق باب البیوت وتتحدث الی اولیاء الأمر من الرجال لتسأل وترتبط .
- لاتحتاج وقتا کبیرا للتعارف قبل ان تنوی الخير لأنه ببساطة لن تعرف شخصیة الآخر الا بالمواقف عند الغضب والشدة والظروف المالیة اما الکلام المعسول فلا نهاية له ولایعبر عن حقیقة الطباع .
- البعد عن تعدیل الصور بالبرامج ونشرها او استعمال صور المشاهیر والغیر للتجمل بما یخالف الحقیقة لأن الإنسان یربط الطرف الآخر بما یراه ویصنع له شخصیة قد تكون بعیدة تماما عن الواقع ومعروف ان الخداع والغش یبطل مابعده فیصبح الموضوع منتهی قبل ان یبدأ مهما طال الزمن .
وتبقی اهم نصیحة وهي البعد عن المحرمات فما کانت بدایت لا ترضی الله لن ترضیك نهایتة ومابنی علی الغش ولو فی ابسط اشکالة والله سیفشل فکونوا علی طبیعتکم ولاتتصنعوا مالیس فیکم وتأکدوا الحب الحقیقی یأتی من قلب نظیف یتقی الله وينوى الخير .