كيف أسس حسن الصباح حركة الحشاشين؟.. الأخطر في التاريخ
الحشاشين».. وصفها التاريخ بأنها أخطر وأشرس طائفة عرفها المجتمع، تُرجمت لعمل درامي فني ضخم يُعرض حالياً في الموسم الرمضاني بنفس اسمها بطولة الفنان كريم عبدالعزيز، ليؤكد التاريخ براءتها تماماً من تناول الحشيش المُخدر.
وفق ما رواه الدكتور عبدالله أشرف، أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة عين شمس، لـ الوطن»، فتعود تسمية الحركة بهذا الاسم لمواقف رجالها الصامدة حيث كانت الجيوش حينما تفرض حصاراً على رجال الطائفة داخل القلاع المتحصنين فيها، كان رجالها يصمدون في هذا الحصار حتى تنفذ المؤن والأطعمة داخل القلاع فيعتمدون في غذائهم على أكل الحشائش من العشب ومن هنا جاءت تسمية بـ الحشاشين».
كان حسن الصباح على المذهب الشيعي الاثنا عشري حتى بلغ الـ17 من عمر، وهنا تعرف على أحد دُعاة الإسماعيلية الفاطمية، وكان لهذا الداعي دور كبير جدا في تحويل حسن الصباح من المذهب الشيعي الاثنا عشري إلى المذهب الشيعي الإسماعيلي.
التقى حسن بالداعية الفاطمي الإسماعيلي عبدالملك بن عطاش والذي أقنعه بالتوجه إلى مصر، حيث مقر الدولة الفاطمية، لينعم بخدمة الإمام المستنصر، وجاء حسن إلى مصر وكان الخليفة المستنصر الفاطمي هو الحاكم وبدر الدين الجمالي هو الوزير الأعظم في البلاد.
بدأ طيلة 9 سنوات يمارس الدعوة ويكتسب أنصارا وينتقل من مكان لآخر بشكل سري وأسلوب حذر وكان هو وأنصاره لديهم الاستعداد لفعل أي شيء لتأمين دعوتهم، ووفق الدكتور عبدالله أشرف، فإن أولى عمليات الاغتيال للحركة قتل مؤذن في أصفهان لم يستجب لمذهبهم.
هنا انتبهت السلطة السلجوقية لخطر حركة الحشاشين وأصدرت أوامر بتعقبهم، ما دفع حسن الصباح في الحصول على حصن منيع يحميه هو وأتباعه واتجه إلى هضبة الديلم لسببين، الأول أن سكان هذه المنطقة يغلب عليهم الطابع الجبلي ويميلون إلى التشيع وأكثرهم على مذهب الشيعة، ثانياً طبيعة المنطقة الجغرافية تختلف عن سائر المناطق الفارسية، حيث تشتمل على طرق عسيرة المسالك وجبال وعرة وتتميز بكثرة الحصون والقلاع التي يصعب اقتحامها.
مع انتشار طائفة حسن الصباح وتضييق نظام الملك الخناق عليهم وبعد دراسة متأنية للمنطقة قرر الحصول على قلعة ألموت التي تعتبر أحصن القلاع في المنطقة، حسب رواية أستاذ التاريخ، وأقدرها على تحقيق الحماية لحسن وأتباعه وبُنيت على أيدي ملك من ملوك الديلم كان مغرماً بالصيد وتعني إله موت ومعناها تعليم العقاب وتُسمى المنطقة طلقان وبها عدة قلاع حصينة أشهرها قلعة ألموت وكانت تلك النواحي تحت رعاية الشيعة الإسماعيلية والاثنا عشرية.
استولى حسن على المنطقة المحيطة بالقلعة ودخل القلعة وأخذها تماما وأصبحت مقرا للدعوة ومنها أرسل دعاته لجميع المناطق المجاورة، ووصلت مسامع السيطرة على القلعة إلى نظام الملك وملك شاه الذين أدركوا الخطورة التي تتعرض لها الدولة السلجوقية نتيجة السيطرة على القلعة.
قرر ملك شاه الدخول في مفاوضات سلمية مع الحركة للتخلي عن القلعة، الأمر الذي رفضه حسن مُعللاً ذلك بأنه أخذ القلعة لنشر دعوته وأنه يتحصن بها من أعدائه، إلى أن نشر الدعوة بالقوة والنظام المُسلح على جميع البقاع المحيطة.
سنة 485 هجرية أرسل السلطان السلجوقي حملة إلى القلعة وفرض الحصار عليها لكن حسن كان مستعدا للحصار وكان لديه ما يكفي من المؤن لتأمينه من الحصار الذي استمر 4 أشهر، إلى أن خرجت مجموعة من الحشاشين وهاجموا الحملة وأجلوها تماماً في ليلة حالكة الظلام، حسب وصف أستاذ التاريخ.
بعد فترة قصيرة قتل رجال حسن الصباح الوزير نظام الملك العدو الأول للحركة، وكان هذا أول عمل اغتيالي للحركة على مستوى كبير، وبعده أخذت الحركة تنفذ سلسلة من الاغتيالات لكبار الشخصيات من وزراء وأمراء وقوات الجيش، إلى أن اتسع نشاط الحركة في إيران أي بلاد فارس.
وصف أستاذ التاريخ، إدارة الصباح لشؤون حركته بالحزم والشدة، إلى أن مرض في 518 هجرية، واختار لخلافته رجلا من كبار دعاته كان يثق فيه وهو برزق آميد مندوبه في قلعة لاماثار، وحث جميع الأتباع على طاعته، إلى أن توفي في 518 هجرية بعد حياة عميقة ومؤثرة شق خلالها للرئاسة والزعامة طريقا وعرا محفوفا بالمخاطر وأسس حركة قادرة على بث الرعب في القلوب بما تلجأ إليه من أساليب دموية وثورية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1694518953288-0'); });