المرأة الفلسطينية..قصة كفاح
شيماء الخولي ليست كغيرها من النساء، فهي جاءت وعاشت في ظروف خاصة واستثنائية، فمنذ ولادتها وهي تسمع أصوات القذائف والغارات وترى جنود الاحتلال وهم ينتهكون حرمة وطنها فلسطين. المرأة الفلسطينية جزء لا يتجزء من القضية الفلسطينية، ودورها المحوري لا يستطيع أن ينكره أحد، فهي الشهيدة وهي أم الشهيد وهي زوجة الشهيد، وهي الأسيرة وهي أم الأسيرة، وزوجة الأسير. ذاكرة المرأة العربية حافلة بنماذج مشرفة ومضيئة للمرأة الفلسطينية ومن بين هذه النماذج عهد التميمي الفتاة التي تبلغ من العمر 19 عاما والتي قاومت جنود جيش الاحتلال الذين اعتدوا عليها وعلى والدتها الناشطة ناريمان التميمي، في مسيرة سلمية مناهضة للاستيطان في قرية النبي صالح الواقعة غرب رام الله، في أغسطس 2012 في مشهد تناقلته وسائل إعلام عالمية. ومن النماذج الفلسطينية أيضا المناضلة ليلى خالد والتي تعتبر أول امرأة تقوم بخطف طائرة في أغسطس 1969 حيث قامت بخطف طائرة شركة العال الإسرائيلية وتحويل مسارها إلى سورية بهدف إطلاق سراح المعتقلين في فلسطين ولفت أنظار العالم إلى القضية الفلسطينية. ومن هذه النماذج أيضا المسعفة رزان النجار، التي استشهدت رميا برصاصة متفجرة لقناص إسرائيلي اخترقت صدرها وخرجت من ظهرها، وذلك عقب تواجدها رفقة زملائها المسعفين على بعد حوالي 100 متر من الشريط الحدودي بعد محاولتهم إسعاف اثنين من المصابين، المحاصرين من قبل الاحتلال شمال غربي مخيم العودة باحتجاجات غزة الحدودية 2018 شرقي خزاعة بمحافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وهناك الكثير من هذه النماذج ولا أخفي عليكم سرًا، فأنا عندما أقرأ تاريخ نضال المرأة الفلسطينية أتوقف كثيرا، فكيف لهذه المرأة أن تعيش هذه التجربة المريرة وتضحي بنفسها أو زوجها أو أبنائها من أجل قضيتها.. وأرى أن هذه التضحيات ما هي رسالة إلى العالم بأن القضية الفلسطينية لن تموت أبدا، وحتى لو وقف كل العالم أمامها.