جائحة كورنا كابوس يولد فوبيا القلق والخوف... وطبيب نفسي:من قلب الأزمات تولد البطولات
نعاصر اليوم فترة فريدة من نوعها أجبرتنا على البقاء في بيوتنا والتوقف عن الحياه العملية والأنشطة اليومية التى كنا نمارسها ونستمتع بها؛ هذه الفترة التي أخافت الجميع وجعلتهم يبقون في مضاجعهم مما أثر على حياتهم بشكل كبير، هذه الفترة هى جائحة كورنا التي جعلت العامل المضطر للنزول إلى عمله يخرج من بيته ملصماً يلتفت حوله خوفاً وكأن شبحا يطارده، وجعلت الباقي في منزله يشعر بأنه سجين مقيد حريته مما أثر على الصحة النفسية للفرد. وتوضح الإحصائيات العلمية لمجلة "Psychiatric times " إن 80% من البشر معرضون للإصابة باضطربات نفسية مثل القلق والخوف الزائد والواسواس نتيجة التعرض المكثف للأخبار المتعلقة بتفشي فيروس كورنا. وبحسب تقرير أعددته مع مجموعة من الأفراد و الذين تم توجيه السؤال لهم إلكترونياً عن الحالة والشعور النفسي الذي يسيطر عليهم خلال هذه الفترة قالت أحدي الطالبات " في البداية فرحت بالحظر وإعتبارتها إجازة ومش مدركة خطورة الموقف وبعد كدة بدأ الأمر يزيد خطورة وبدأت أشعر بالخوف وتعدد القرارات بشأن الدراسة زادت من التوتر والخوف لدي" وقالت أحدي السيدات " كل يوم بودع زوجي بنظرة خوف وكان عندي هوس وقلق شديد من أن يصاب زوجي بأي مكروه وكمان إللى زاد أكثر من خوفي هى الزيادة المستمرة لأعداد الأصابات والوفيات بالفيروس" وقال أحد العاملين "رغم الإجراءات الوقائية التى نتخذها في العمل ألا أن هذا لم يقلل من خوفي وقلقي فشعور الخوف سيطر عليا بشكل دائم" وقال أحد المتعافين من هذا الفيروس" الخوف بدأ عند ظهور الأعراض وبدأت أشعر بأنني هفارق الحياه وكنت في العزل المنزلى خايف من أن أسبب الأذى لأهلي وكنت دايما بحاول أحسن من حالتي عشان أسرع من شفائي وكان عندي أمل والحمد لله التجربة عدت واستفدت أن الخوف والقلق هيزيدوا من المرض ولازم نتحلى بالقوة والصبر" ومن هذه العبرات ندرك أن شعور القلق والخوف بات عدواً يحارب النفوس، ولكن من رغم ذلك الخوف المسيطر على الأفراد والذى ساعد في تقليل معدل الجريمة إلا أن الجريمة مازالت مستمرة فنرى أن بعض المجرمين حاولوا استغلال هذه الأزمة لتحقيق منافعهم وخاصة تجار المستلزمات الطبية، كما أن هذه الأزمة أظهرت بعض الجرائم البشعة فكثيراً ما سمعنا عن زوج يلقى بزوجته المصابة بكورنا من الطابق الخامس ونرى الكثير من جرائم القتل والخطف والتحرش أى بمعنى أخر أن هذا الخوف لم يؤثر في الكثير بل تحول عند البعض إلى عنف يستخدمه في ممارسة السلوك العدواني فهل إختفاء تلك الأزمة سيزيد معدل انتشار الجريمة أم العكس؟ يرى الخبراء أن معدل الجريمة سيزيد بعد إندثار تلك الجائحة بسبب الأحوال الإقتصادية المتدهورة، ومن المتوقع زيادة الجرائم الإلكترونية خصوصاً الهجمات الإلكترونية على الحسابات البنكية للأفراد. وفى سياقه قال د. جمال فرويز "أستاذ الطب النفسي بالإكاديمية الطبية العسكرية"خاص لـ "جريدة النور" هناك الكثير من الإيجابيات التي برزتها تلك الفترة والتي تتمثل في التقارب الأسري والدفء العائلي التي بدأنا نشعر به بعد التباعد الأسري الذي كنا نراه من قبل، بالأضافة بدأ الناس تدرك أن العمل من المنزل أصبح ممكناً في العصر الحالي ورأينا أن كثير من المواقع بدأت توفير الكورسات المجانية لمساعدة الأفراد على البقاء بالمنزل. وأضاف "فرويز" أن من الرغم من الجرائم التى شاهدنها إلا أن من داخل الأزمات تولد البطولات فكثيراً ما رأينا مواقف تدل على أن روح الخير والمساعدة مازال مترسخاً في نفوس الكثيرين؛ فمثلاً شاهدنا الكثير من المتبرعين لتغسيل الأموات -ضحايا فيروس كورنا- دون خوف أو تردد بالأضافة للأفراد الذين ساعدوا المصابين في العزل المنزلى. واستكمل حديثه قائلاً أننا لابد ألا ننسي البطولات التى قدمها الجيش الأبيض الذى ظل صامداً دون تردد بعيداً عن بيته وأحبائه وذلك لمساعدة الكثير من ضحايا هذا الفيروس فكلها إيجابيات لابد من نشرها في المجتمع لتقليل من حدة الخوف والقلق. وأكد "أستاذ الطب النفسي بالإكاديمية العسكرية" أن لابد أن نستغل تلك الأزمة لصالحنا وذلك من خلال الاستفادة من الوقت المتاح للتفكير في المستقبل ووضع خطط وأهداف ليتم تنفيذها فيما بعد،كما يجب أن الترفيه عن أنفسنا من خلال ممارسة الأنشطة المنزلية وأن نقدم الدعم النفسي لبعضنا البعض، ويمكن الاستعانة بالخط الساخن للأمانة العامة للصحة النفسية والتى تمنح الدعم النفسي للمواطنين المتواجدين بالمنازل وذلك لكي نستطيع تجاوز تلك الأزمة بسلام.