طريق العودة .. أقيلوا أحمد بلبولة يرحمكم الله
بقلم أحمد ابواليزيد
لا شك أن كلية دارالعلوم منذ إنشائها عام 1872 علي يد علي باشا مبارك ، وهي تمنح الحياة الثقافية والتعليمية نوابغ في شتي علوم العربية و العلوم الإسلامية ، وهذه شهادة يشيد بها الجميع ويقر حقيقتها .
في عام 1991 احتفلت مصر كلها بالعيد المئوي للكلية ، وقد شرفه السيد رئيس الجمهورية ، وأذيع علي الهواء مباشرة في أمسية لفتت أنظار العالم كله لقبة جامعة القاهرة والتي تم الاحتفال تحتها .
كان مبارك يحب دارالعلوم لأن الأستاذ محمد الشناوي الإعلامي الكبير ابن الكلية هو الكلية هو الذي لقنه قواعد العربية وفن الخطابة عندما تم تعيينه نائبا لرئيس الجمهورية عام 1975 ، بناء علي توصية الرئيس السادات في ذلك .
تألق حسني مبارك وتطوع لسانه وأقبل علي العربية وأتقن فن الخطابة وجاءت خطبه مموسقة ذات نكهة خاصة وتميز عن عبدالناصر والسادات .
قررت دارالعلوم هذا العام وفي السادس من مارس إقامة حفلات بمناسبة مرور 150 عاما علي إنشاء الكلية وتحت قبة جامعة القاهرة في نهارها حفلا لم يحضره رئيس الجامعة نفسه ، ولم يكن من البارزين في الحضور سوي الدكتور مصطفي الفقي لعضويته مجلس الكلية .
حفلا باهتا خلا من طعم ولون ورائحة حفل المئوية في كل شئ سوي قبة الجامعة الخالدة .
الدكتور أحمد بلبولة كان يطمح في أن يكون حفلا أليق من هذا ولكن إمكانياته هو المتواضعة مجتمعيا حالت دون أن يخرج حفلا حتي في المتوسط .
الأمر الثاني قيامه بتغيير لائحة التدريس بالليسانس علي طلبة الكلية الجدد في استحداث 22 مادة تعليمية والتخلص من المواد المتعلقة ببلاغة القرأن ونظمه وإحلال مواد السيناريو محلها والدراما ، وكان مقترح تدريس مادة الرقص والبالية ورفضها مجلس كليته .
هذا التغيير الجذري أحدث خللا في تفريغ عمل بعض أعضاء هيئة التدريس ، وضرورة استقطاب أعضاء تدريس متخصصون من أكاديمية الفنون وغيرها ، وهذا بند يصيب الكلية بالبطالة وبغرباء يدخلونها ، وتتغير الصبغة الدينية الموصومة بالكلية طيلة حياتها ، بعيدا عن التطرف فكلية دارالعلوم خرجت علماء في العربية والعلوم الإسلامية مثل الدكاترة: أحمد هيكل و عبدالله شحاته و كمال بشر والطاهر مكي ومحمود الربيعي و تمام حسان وغنيمي هلال .............علي الجندي .
أعلام أصحاب أقلام وكذلك خرجت صحفيين وإعلاميين وموظفين بالمطار ومدرسين وموظفين بالكهرباء والبترول والطيران والضرائب .
كل هذا التاريخ بدأ يهوي به أحمد بلبولة (الدكتور) ويحاول أن يغير جلد الكلية بخريطة وأجندة ، رغم تقليل عدد الطلاب الذين يقذف بهم مكتب التنسيق إلي ١٧٠ طالبا سنويا ، عكس ما كان في عام ١٩٨٨ اعداد كبيرة وصلت إلي ٤٧٠٠ طالب مناصفة بين البنين والبنات ، ودارالعلوم مجتمع ذكوري في الأساس .
إذن إعفاء الدكتور أحمد بلبولة عميد دارالعلوم من منصبه طوق النجاة للكلية ولتاريخها ولعلمائها ، وليتجه هو إلي نبوغه في الشعر والرواية والإبداع ، فمعروف عنه تألقه في هذا الميدان وقد سبق حصوله علي جوائز .
انقذوا ما يمكن إنقاذه فقد منع الصلاة في أروقة الكلية وكلف الأمن الإداري بالقبض علي أي مصلي في دهاليزها وإيداعه حجرة الأمن الإداري والتحقيق معه .
لا تقلل من علمه وقدراته ولكن إدارياته ليس علي المستوي المطلوب أو المنتظر من مثل هذه القامة الكبيرة والتاريخية .