المخطط الصهيوامريكي

بقلم : سيد عبد المالك
أثبتت الخمسة عشر شهرا الماضية أن هناك مخططا صهيوامريكي قد تم تنفيذه بإتقان في غزة ، فرغم ما فعلته حماس في السابع من أكتوبر ورد الفعل العنيف من قبل الاحتلال الإسرائيلي على القطاع لكنه لم يكن لأحد أن يتخيل كم هذا التدمير والخراب للبنية التحتية وخراب غزة وتسويتها بالأرض وعلى رؤوس ساكنيها واكبر دليل الجثث المستخرجة من تحت الأنقاض بعد عودة الأهالي لمنازلهم المدمرة واكتشاف المأساة.
ولكن يبدو أن ما طرحه الرئيس الأمريكي الترامب خلال المؤتمر الصحفي مع رئيس وزراء إسرائيل النتنياهو قد فضح المخطط الصهيوامريكي فمهمها كانت الحروب لا يكون التدمير بهذا الشكل الممنهج وها هي الحرب الروسية الأوكرانية والممتدة لثلاث سنوات لم تخلف ربع ما خلفته إسرائيل من هذا الدمار غير الطبيعي ولا هذا العدد المهول من القتلى والمصابين مع انها حروب دول وليست حرب عصابة صهيونية ضد مقاومة مشروعة .
كنا نستغرب لماذا أغلقت إسرائيل مخيم جباليا لأكثر من شهر ونصف لتخرج قواتها وقد سوت المخيم كله بالأرض ، أنه ليس غلا فقط وانما هو دمار ممنهج تم في هذا المخيم وغيره من المخيمات فإذا ما جاء اتفاق وقف القتال اكتشف العالم كله هذا الكم غير المعقول من الدمار لمدينة غزة حتى لا يستطيع أهلها الحياة فيها فيأتي الترامب ويجدها فرصة لتهجير أهلها بادعاء عدم وجود مقومات حياة ، وكأنها مؤامرة دبرت بليل واتفاق صهيوامريكي لإقناع العالم بأن لا بديل سوى التهجير ليعيش اهالي غزة حياة كريمة ولكن على أرض غير أرضهم ، منتهى الفجر وقلة الضمير من الصهاينة ومؤيدهم التاجر الجشع الأمريكي الذي يطمع لما في أيدي الآخرين حتى لو كان شيئا يسيرا وهو يمتلك العديد من المباني والمنشآت التي هي اكبر من غزة ولكنه الجشع والطمع .
انني لم أسوأ من قبل انسان المفروض أنه حاكم اكبر دولة ديمقراطية في العالم فإذا به دكتاتور متسلط يريد أن يستولي على ملك الغير ، وأسوأ ما لديه أفكاره المجنونة وارائه المضطربة فمرة يقول نريد أن نستولي على غزة لنجعل منها ريفيرا، ومرة يقول أنه ينوي شراءها ومرة ثالثة يقول اننا سنسيطر على غزة بالقوة ، وهكذا وهو لا يعلم أن الفلسطينيين لن يفرطوا في أرضهم ابدا ومعهم كل العرب فلن يسمحوا بتهجير أهل غزة عن أوطانهم مهما دفعوا من ثمن .
ان القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وكافة المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة كلها تحمي الإنسان وتحمي ممتلكاته حتى أثناء الحروب وما بعد الحروب ، وترفض رفضا قاطعا تهجير أي مجموعة عن وطنها مهما كانت صغيرة فما بالك بمليوني فلسطيني يريد بلطجي العالم أن يهجرهم من وطنهم بحجة أن غزة تستحق أن تصبح ريفيرا ، فما المانع أن تصبح ريفيرا لأهلها ولكنها الصهيونية العالمية بوجهها القبيح والتي تريد السيطرة على كل فلسطين.
آن للعالم العربي وحكام العرب أن تتوحد كلمتهم ويقفون وقفة رجل واحد ضد هذه الغطرسة الأمريكية ، ومعهم تقريبا كل دول العالم سوى الصهاينة وداعميهم من الأمريكان ، فالوحدة العربية حان وقتها والصوت العربي لابد أن يكون صوتا واحدا قويا رافضا للتهجير داعما لحق الفلسطينيين في حياة كريمة على أرضهم ومن خلال دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام ١٩٦٧ .
فهل يستطيع القادة العرب ومعهم كل شعوبهم العربية وقف هذا البلطجي عن طموحاته المجنونة في احتلال جزء عزيز من وطننا العربي فإذا ما تحقق له ما أراد لن يكتفي بذلك بل سوف يستولي على أجزاء وبلدان أخرى من وطننا العربي الكبير والدليل هو تفكيره في ضم الضفة الغربية كلها لإسرائيل.
ليتنا نصحو من غفلتنا ونعرف أن القادم أسوأ إذا لم نقف متحدين في وجه هذا البلطجي المتغطرس .