الأربعاء 18 سبتمبر 2024 مـ 08:04 صـ 14 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النور
نادي النصر الرياضي
نادي النصر الرياضي
رئيس التحرير محمد حلمي
مجلس الوزراء السعودي برئاسة سمو ولي العهد يفوض وزير الخارجية بالتباحث مع مصر بشأن مشروع محضر تشكيل مجلس التنسيق الأعلى السعودي المصري... سمو ولي العهد يلقي غداً الخطاب الملكي السنوي لافتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الأمم المتحدة تُصنف المملكة بالمرتبة الرابعة عالميًا والأولى إقليمياً في مؤشر الخدمات الرقمية معرض الرياض الدولي للكتاب ينطلق في 26 سبتمبر الجاري مركز الملك سلمان للإغاثة يحتفي بمحو الأمية ويقدم خدمات طبية في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن بطولة نيوم للألعاب الشاطئية الثالثة تنطلق في نوفمبر المقبل بمشاركة 1000 رياضي عالمي عقود من الرفعة والمجد بعد توحيده للبلاد: عبدالعزيز آل سعود.. ملك صنع التاريخ ورسم الجغرافيا رئيس الوزراء بجمهورية مصر العربية يغادر الرياض وفي مقدمة مودعيه سمو نائب أمير المنطقة مصدر أمنى ينفى تعرض أسرتي نزيلين بمراكز الإصلاح لانتهاكات خالد البلشي: قانون الإجراءات الجنائية دستور العدالة.. ويجب أن حديشهد نقاشا مجتمعيا واسعا كشف ملابسات تداول مقطع فيديو عبر موقع التواصل الإجتماعى ”فيس بوك” يتضمن قيام إحدى السيدات وبصحبتها طفل بالنوم أعلى الرصيف بالطريق العام... كشف ملابسات ما تم تداوله بعدد من المواقع الإخبارية بشأن سرقة 1100 جهاز ”تابلت” من مخازن وزارة التربية والتعليم بالجيزة

طريق العودة

بقلم : أحمد أبواليزيد
وداعا دارالعلوم الأغلي
من حياتي
انتظمت طالبا ضمن طلاب كلية دارالعلوم في العام الجامعي ١٩٨٨-١٩٨٩ ، بعد أن رشحني لها مكتب التنسيق أثر حصولي علي الثانوية العامة ١٩٨٨ .
حملت أمتعتي من مسقط رأسي بسوهاج ، وعبر القطار من محطة طهطا بصحبة ابن عمي الأزهري الذي أخذ يعلمني مبادئ السلوك في التعامل مع أنواع البشر الجديدة .
جاءت حياة القاهرة لي مبهرة وصاخبة مليئة بالمفاجأت ، حيث الأضواء الساحرة والمباني الضخمة والشوارع الفسيحة الملأي بالناس والسيارات ودور الملاهي ، ومنظر النيل الأجمل من نيلنا في سوهاج .
لم أكن موفقا في دراستي بالقدر الكافي ، فقد اتخذت الجامعة منطلق لخيالي وأحلامي ، بعد أن رأيت القبة الخضراء والساعة الضابطة ، فهمت علي وجهي أبحث عن عوالم شتي ؛ شكلتها لنفسي من داخلها للفضاء الرحب .
لا شك أن أساتذتي الذين لقنوني الدرس الأول كانوا عظماء في كل شئ ، أخص منهم الأساتذة الدكاترة : علي الجندي ، الطاهر مكي ، شفيع السيد ، أبوهمام ، عبدالواحد علام ، السعيد الباز ، محمد بلتاجي ، محمد حسن عبدالعزيز ، أحمد عبدالدايم ، أبواليزيد العجمي .
ومن المعيدين : ياسر حسن رجب ، جمال عبدالعزيز ، زكريا سعيد ، أيمن ميدان .
ولا أنسي عم سعيد الصول وهو يحيي العميد الدكتور محمد بلتاجي تحية تليق ، كما يحيي الدكتور أحمد هيكل والدكتور كمال بشر .
العقيد محمد ناجي الإنسان قائد الحرس والأستاذ مسعد أخصائي شئون الطلاب .
مضي قطار العمر لأصطدم بعمالقة صنعوا مخيلتي الثقافية ووجهوا قبلتي العلمية ، ووضعوني حيث العلم الذي لا يكون مناله سوي بالكتاب مصاحبة وحياة .
حقيقة كنت في مأساتي من سيل الإخفاقات المتكررة والتي امتدت سنوات طويلة ، وإنني اليوم أقف علي قدمين ثابتتين بعد حصولي علي الليسانس وتلدباوم الخاص والماستر ، وتوقف محطتي عند حائط صواريخ الدكتوراه ، لهو عائق وضعت نفسي فيه فتقوقعت .
أودع اليوم حياتي كلها وذكرياتي وأحلامي إلي حياة جديدة قد تسعني بأفكاري .
الشكر كل الشكر للعميد الهمام صاحب الصدر الواسع الذي تلقي مدافعي بثبات انفعالي ، وحسب ذلك وجهات نظر ، تحية للدكتور العزيز الغالي أحمد بلبولة صاحب الأيادي البيضاء المدرارة علي كل قطعة في رأسي وجسدي ، الكريم المعطاء الصابر في محراب دارالجلالة ، لا يحيد أبدا عن حبيبته الدار .
تحية للتطور اللائحي الذي شهدته الكلية ولم تتسع ثقافتي لفهمه ، تحية لمجدد الدماء القابض علي الجمر قائد السفينة ، أستودعه اليوم وأهمس في أذن رئيس جامعة القاهرة أن هذا الرجل رجل إدارة ، رغم أنني لم أستوعب مدي فرد جناحه ، أقر وأعترف أنني قصرت في حق نفسي وحق الدار وحق أساتذتي ؛ وتطاولت بدون ثقافة فأرشدوني للصالح العام ، أعترف أنني سكبت اللبن علي الأرض وشكرا من حبي للدار فغشيتني الرحمة ، ولمت نفسي أن قلت يوما : أقيلوه ، ولم أندم لأنني تمنيت له الخير في إبداعه وتألقه
العميد المستنير الذي كللت خطواته الدرجات الإدارية فجات عائقا عن طيرانه نحو النور ، تحية للأكاديمي المستنير بالرأي والفكر في دائرة واسعة ، حيوا معي أحمد بلبولة أجمل تحية ، وهزوا بجذع الدار يساقط علينا من رطبه الطرية .
وإنني اليوم أستاذي أمد يدي لكم بالسلام فلا تخذلوني ، وكل ما أرجوه أن تودعوني بلا دموع ولا أحزان ، بل بكل الحب والحنان .
حتما سأعود يوما لأسلم عمن نسيت وداعهم الدكاترة : مديحة السايح ، فاطيماا عبدالمطلب ، أمان أبوالفتوح ، ومن قبلهم سلوي ناظم .
تحية للأب الروحي أستاذي العظيم الدكتور أحمد درويش ، علم علي رأسه نار ، الذي علمني أن العلم زواج كاثوليكي لا يقبل التعدد .
تحية للوكيل للأستاذ الدكتور يوسف عبدالفتاح ، الدارمي اللغوي الفنان وكتيبة علم اللغة الأخيار .
تحية للدادات الحي منهم والذي مات : أم وداد عائشة ، أم أشرف ، أم عبدالله ، أم محمود وأم كمال .
ولا أنسي الأفاضل موظفي الدراسات العليا الذين تحملوني فوق طاقة الإحتمال ، وقدروني قدري وجعلوني انسان تمام .
تحية للمبني العملاق وكل رواده وشبابيكه الخضراء ، وداعا مودعا يرجو اللقاء.
لا بد من استراحة محارب ظل 36 سنة في محراب دارالعز والفخار .
فيا رئيس جامعة القاهرة أوصيك بالدار خيرا ورجالها الأخيار .دارالعلوم البركة وكل أمل بمقدار .
تحياتي وأشواقي .