سيد عبد المالك يكتب من أجل حياة أرقي .. كورونا والنظافة الشخصية
أجمعت كل التوجيهات والإرشادات وحتى الاجراءات على ان الوقاية من ذلك الفيروس القاتل (كورونا) تتطلب غسل اليدين بالماء والصابون عدة مرات، ونصحت منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة المصرية ان يستمر الغسيل لعشرين ثانية إضافة إلى عدم التلامس والا تقل المسافة بين الأشخاص عن متر وغير ذلك من التعليمات التي أكدت على أهمية النظافة للوقاية. وحين تأملت في هذا الكلام قلت أليس هذا ما يحثنا عليه ديننا الحنيف الذي حض على النظافة البدنية وشرع لنا الصلاة التي يتطلب أداؤها ان يكون الانسان متوضئا فعليه ان يغسل يديه ثلاثا ويتمضمض ثلاثا ويستنشق ثلاثا ويغسل وجهه ثلاثا ويغسل يديه الى مرفقيه ثلاثا ويمسح على رأسه وينظف اذنيه خمس مرات على مدار اليوم.
ويفضل الوضوء قبل كل صلاة.. نعم يجوز الاحتفاظ بالوضوء لأكثر من صلاة وليس لدرجة المبالغة التي يقول بها الدكتور الهلالي من انه يمكن للانسان ان يصلي جميع الصلوات بوضوء واحد، أمن قلة الماء يا دكتور، أم لإدخار ماء نهر النيل، أليس الأفضل الوضوء لكل صلاة فهو نظافة للبدن ووقاية من الآفات.
إن النظافة شيئ أساسي في عقيدتنا واعتقد ان كل الديانات تحض على النظافة، ولقد استغربت حين دخلت افخم الفنادق ذات مرة في إحدى الدول واردت ان استخدم الحمام ومن عادتي التأكد من توافر الماء للاستنجاء قبل الوضوء وظللت أبحث عن ماء داخل الحمام الفاخر جدا فلم اجد سوى اوراق التواليت تملأ المكان ولكن احد الزملاء نبهني ان أغلب الفنادق الفخيمة تستخدم الورق في حماماتها بديلا عن الماء والعجيب انك عقب خروجك من الحمام تجد الماء متوفرا فكان من دواعي استغرابي الشديد.
ولعل ما ظهر من الفيديوهات والافلام عقب انتشار كورونا وذكرت ان مسلمي احدى الدول التي انتشر بها كورونا وهم أقلية بالنسبة لعدد سكان تلك الدولة لم يصابوا بالمرض فإنني ارى في الامر مبالغة فالفيروس لن يفرق بين مسلم وغير مسلم ولكني استطيع ان اقول ان النظافة المستمرة المتمثلة في الوضوء خمس مرات يمكن ان تكون سببا كافيا لعدم انتشار هذا الفيروس في تلك المناطق عن غيرها من المناطق الأخرى.
ولعلني وانا أتذكر هذا الموقف وغيره الآن اتصور او اتخيل ان احد أسباب انتشار الكورونا هو بسبب قلة العناية بالنظافة الدائمة فمهما استخدمنا من مطهرات او مذيلات عرق او اوراق للتنظيف يبقى الماء هو الطريق الوحيد لنظافة البدن بشكل عام ولنظافة اليدين والوجه بشكل خاص لأنهما يستقبلان الفيروسات والميكروبات وكل الآفات.
وقى الله بلادنا وبلاد العالم المختلفة شرور تلك الآفات التي تظهر من حين إلى آخر لتصيب العالم بالرعب على مدى عقدين ولعلنا نتذكر سارس وايبولا وانفلونزا الطيور وانفلونزا الخنازير والجمرة الخبيثة وهلم جرا وآخرها كورونا والذي لا يعلم إلا الله متى ينتهي وينتهي رعب العالم من آثاره الضارة على حياة البشر واقتصاديات الدول اللهم آمين .