حروب الجيل الرابع ..وافشال الدول
الإعلام هو إحدى أدوات القوة الناعمة التى تمتلكها الدول أو الكيانات للتأثير فى المجتمع سواء بالإيجاب أو السلب، باعتباره وسيلة لصياغة وتشكيل الرأى العام.. وبعد ثورة الاتصالات الكبيره والتطور الهائل فى هذا المجال، تنوعت مصادر الإعلامية، وباتت تملك إمكانيات وقدرات هائلة للتأثير فى الجمهور، والوصول إلى أكبر قدر من المواطنين، الأمر الذى جعل من وسائل الإعلام المتعددة والمتنوعة مثل التواصل الاجتماعي عاملاً رئيسيًا من العوامل المؤثرة والموجهة للرأى العام.. ولم يعد خافيًا على أحد أن الصراع الدولى فى الآونة الأخيرة يقوم على حروب الجيل الرابع التى تعتمد على إفشال الدول وإسقاطها من الداخل، وبالتالى أصبح الإعلام فى موقع متقدم من ساحات القتال وفق هذا الجيل المستحدث لهذه الحروب النفسية، والتى تستهدف المشاعر والأفكار والآراء، ومن ثم السلوك لإحداث فوضى داخل الرأى العام، والتشكيك فى كل عمل جاد تقوم به الحكومة ومؤسسات الدولة، بهدف إحداث فجوة بين النظام والمواطنين وبين طبقات وشرائح الشعب المختلفة لإحباط مشاعرهم وهممهم فى مجابهة ما يواجهه الوطن من تحديات ومخاطر، وبالتالى إعداد وتجهيز المجتمع للفوضى الخلاقة على غرار ما حدث ويحدث فى كثير من الدول المحيطة.
من هنا تأتى أهمية مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ عدة أيام بضرورة تعزيز دور الإعلام فى إطار جهود الدولة لبناء الشخصية المصرية، خاصة تشكيل الوعى وترسيخ القيم والثوابت المجتمعية والبناء الثقافى والفكرى، كما وجه الرئيس خلال اجتماعه بالدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء وأسامة هيكل وزير الدولة للإعلام بتحقيق التنسيق والتناغم بين كل مؤسسات الدولة فيما يخص الإطار الإعلامى لتناول الأزمات المختلفة فى ظل المستجدات على الصعيدين الوطنى والدولى، والالتزام بالشفافية كإحدى وسائل مواجهة الشائعات والأفكار المغلوطة، وليس لدىّ شك فى نجاح هذه المبادرة خاصة أن رئيس الحكومة الدكتور مدبولى رجل فى غاية الأخلاق والتواضع ويؤمن بدور الإعلام وأهميته، وهو ما انعكس على علاقته السلسة والطيبة بالإعلاميين، ويجب أن يكون أسلوب رئيس الوزراء مثالاً يحتذى به لدى كل المسئولين فى إدراكهم لدور الإعلام. والمؤكد أن وزير الدولة للإعلام أسامة هيكل قادر على نجاح هذه المبادرة من خلال خبرته السياسية والمهنية فى الحقل الإعلامى، ودرايته بكل بواطن القوة والضعف فى هذا القطاع المؤثر محليًا ودوليًا.
فواقع الأمر أن الحرب النفسية عميقة الجذور فى المسيرة الإنسانية، وإذا أضفنا إليها حروب الجيل الرابع اعتمادًا على تطور وسائل الإعلام، سوف نعى دوره الحيوى والمؤثر فى الأزمات وإدارتها.. وإذا نظرنا إلى الجانب الإيجابى التى لعبت فيه وسائل الإعلام دورًا حيويًا فى جائحة كورونا، والتأثير على سلوك المواطنين فى شتى بقاع الأرض لا فرق فى ذلك بين دولة غنية وأخرى فقيرة من خلال المعلومات والمخاطر لهذا الفيروس، إضافة إلى التوجيهات والقرارات التى كانت تصدرها الحكومات ومنظمة الصحة العالمية وغيرها من المؤسسات والتزام المواطنين بها.. وبنفس القدر من الأهمية جاء دور الإعلام فى الدعم النفسى والمعنوى لجميع العاملين فى القطاع الصحى من خلال نقل مشاعر التقدير والتأييد لهم على بطولاتهم، وتخليد أسماء الراحلين منهم بهدف صلابتهم وبذل المزيد من الجهد والعطاء لخدمة مجتمعاتهم وسلامة مواطنيهم.
< مؤكد أن قوة الإعلام وأهميته وتأثيره له جوانب عديدة ومتنوعة، وإن جاء الجانب التربوى فى المقدمة لنشر الوعى وترسيخ قيم ومبادئ الأخلاق كأساس للسلوك الاجتماعى المتحضر إضافة إلى هذا الدور ثقافيًا وفكريًا والتمسك بالتقاليد المصرية كإحدى وسائل مواجهة الغزو الثقافى والفكرى الخارجى كما حدث قبل عدة عقود عندما غزت الأفكار المتطرفة المجتمع المصرى وشكلت خلايا إرهابية كلفت هذا الوطن العديد من أرواح شبابه،
وعلينا أن نحذرونفهم شبابنا بخطورة السماع للاكاذيب