من أجل حياة أرقى عفوا .. المواطنة لا تتعدد
سألني محدثي هل المواطنة تتعدد؟ قلت ماذا تعني؟ قال إنني من الواقع المعاش اكتشفت ان المواطنة تتعدد فأجبته يا أخي اتق الله كيف تتنوع او تتعدد المواطنة فقال خذ مثالا واحدا على هذا التعدد حينما اصيبت الفنانة رجاء الجداوي بكورونا نالت كل الاهتمام لدرجة ان ابنتها ارسلت برقية شكر لسعادة وزيرة الصحة على سرعة الاستجابة وتوفير غرفة لرعايتها ومتابعتها باستمرار، كما تم عمل مسحات للمخالطين لها ، في حين د وليد يحيي طبيب مستشفى المنيرة ( طبيب أولى بالرعاية) لم يجد من يحنو عليه حتى توفاه الله من الفيروس اللعين ولم يتم عمل مسحات للمخالطين له، أليس هذا مواطنا وتلك مواطنة بل الأفضلية في رأيي والأولى بالرعاية للذين يقومون بدور حيوي في حماية ارواح الناس بل ويقدمون ارواحهم فداء لأبناء وطنهم ودورهم العظيم في مكافحة الوباء حتى بتنا نفتخر واطلقنا عليهم - عرفانا بالجميل - جيش مصر الابيض.
وأضاف محدثي: ألا ترى ان هذه التفرقة تؤكد ما ذهبت إليه من ان المواطنة تتعدد إنني للأسف ارى المواطنة في بلدنا الطيب - من الواقع المعاش- تتعدد فهناك المواطن درجة أولى وهم فئة المسئولين ورجال الأعمال واصحاب الشركات وهناك مواطن درجة متوسطة وهم اهل الفن واشباههم من لاعبي الكره وعدد من الإعلاميين ومواطن درجة ثالثة وهم الكثرة الغالبة من الشعب بمن فيهم الأطباء والمهندسين وغيرهم من أصحاب المهن والوظائف الحكومية اما المواطن درجة رابعة هم من يعيشون على هامش الحياة ولا ينالون من حقوق المواطنة إلا من يتعطف عليهم ويعطيهم بعض حقوقهم المهدرة.
اقنعني محدثي وقلت فعلا الفنانة رجاء الجداوي شفاها الله وشفى كل المصابين والدكتور وليد رحمه الله تعالى مجرد نموذج من مئات النماذج التي نقرأ ونسمع عنها وليس أدل على ذلك من نداءات الأطباء المتكررة لتوفير الرعاية الكاملة لهم ليمارسوا دورهم الحيوي في علاج المصابين بكورونا على مستوى القطر المصري كله وليس مجرد المطالبة بتوفير تلك الاحتياجات يتم اتهامهم بما ليس فيهم من ألفاظ اصبحت جاهزة ومقولبة من اتهام بالتقاعس والاهمال في أداء الواجب والفرار من ارض المعركة وهذا يتسبب في إيذائهم والحد من عطائهم.
إنني أطالب بالمواطنة الكاملة للجميع فهي حق اصيل لكل فرد من افراد المجتمع الكل له الحق في معاملة واحدة وينال حقوقه كاملة فليس الفنانين افضل من الاطباء وليس المهندسين أفضل من العمال بل الجميع له كل حقوق المواطنة وواجباتها دون استثناء.
وأتمنى من الزملاء الإعلاميين ان يكونوا على مستوى المسئولية ويقدروا حق الأطباء في المطالبة ببعض حقوقهم التي تساعدهم على اداء رسالتهم الإنسانية السامية فلا يهاجموهم فالانسان إذا ما نال ابسط حقوقه- وأكرر جزء من حقوقه وليس كلها- كان قادرا على العطاء بشكل احسن وعزيمة أعلى ونتيجة أفضل .
حمى الله أبناء مصر كلها دون استثناء من هذا الوباء وحقق الوئام والسلام الاجتماعي بين مواطنيها دون التفرقة بينهم في الحقوق والواجبات.
