مشكلة قادمة وحلها فى التعليم الفنى
ثمة أمر غاية فى الأهمية ونغفل عنه جميعا كمجتمع وربما يؤثر علينا فى المستقبل ولذلك يجب الإنتباه إليه والعمل على تفادى تأثيره، وذلك الأمر هو النقص المتزايد فى نسبة الحرفيين فى جميع المجالات ويرجع ذلك إلى سبب يعتبر ميزة وليس عيبا رغم أنه سيترك أثرا سلبيا على سوق العمل، وذلك السبب هو إختفاء (شخصية الواد بلية ) أو (الصبي ) بشكل كبير وذلك لأن معظم الأسر أصبحت توجه أبناءها إلى الإلتزام فى الدراسة أكثر من ذى قبل، فقد كان المجتمع أقل إهتماما بالتعليم من الآن وكنا نرى (الواد بلية أو الصبى ) فى كل الحرف وكان يساعد ذلك على وجود موفور من الحرفيين المهرة الذين تأسسوا منذ صغرهم على حرفتهم أو صنعتهم كما يطلق عليها، وهنا لا يمكن أن نقول بأن إهتمام أولياء الأمور بتعليم أبنائهم فى المدارس بعيدا عن الحرف خطأ، ولكن نقول بأنه سيسبب مشكلة يجب تفاديها، ولا يكون ذلك إلا بالإهتمام بالتعليم الفنى وتفعيل دوره الحقيقى من خلال التركيز على التخصصات التى يحتاجها سوق العمل وأن يتم التدريب العملى للطلاب بشكل أكثر جدية مما هو عليه الآن، ويكون ذلك من خلال الخروج إلى الميادين بتنسيق معين بدلا من التدريبات الوهمية التى تتم داخل الأقسام وهي لا تغنى ولا تسمن من جوع، وأيضا يجب التنسيق مع سوق العمل لإيجاد الفرص للدارسين فور تخرجهم، وبذلك يكون لديهم الحافز للإجتهاد فى التدريب حتى يجدون فرصتهم كمحترفين فيما بعد، وأيضا يجعلهم ذلك يقدرون قيمة الشهادة التى يحصلون عليها بدلا من الشعور الحالى بأنها مجرد إضاعة للوقت لا قيمة لها ولا فائدة تذكر، إذن لا سبيل لنا إلا التعليم الفنى لمواجهة النقصان المحتمل فى الحرفيين، خاصة وأن هناك الكثير من المدارس الفنية في أنحاء الجمهورية وتكلف الدولة الكثير دون فائدة إلا الحصول على شهادات تقول بأن الشخص يحمل مؤلا دراسيا وليس أميا.. ولعل الفرصة سانحة الآن في ظل خطة تطوير التعليم بشكل عام.. نتمنى أن نرى تعليما فنيا في القريب العاجل يتسابق الطلاب للحصول على شهادته و ينظر له المجتمع نظرة إيجابية لا تقل عن التعليم الجامعي الذي لابد له من إصلاح أيضا حتى يتوقف ذلك التدفق من الخريجين دون جدوى، و ربما الإهتمام بالتعليم الفني يساهم في ذلك بشكل غير مباشر، فقد يقل عدد الراغبين في الحصول على شهادة جامعية عندما يكون هناك بديل أسرع وربما أكثر فائدة.