من أجل حياة أرقى ... استثنوا السيارات الخاصة
منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي المسئولية وهو يسعى جاهدا لينقل مصر إلى منزلة أرقى حتى انه قال بالنص انه يريد الانتقال بمصر ( في حتة تانية) ونتيجة لذلك ظهر العديد من المشروعات في مختلف المجالات مع إنشاء شبكة طرق حدثت خريطة الطرق المصرية وقربت المسافات بين مختلف المناطق على مدار السنوات الست الأخيرة. وأثناء افتتاح سيادته لعدد من المشروعات مؤخرا تطرق للحديث عن السيارات واستهلاكها للبنزين والتكلفة المادية العالية، مشيرا إلى اهمية استخدام الغاز بعد ان انعم الله على مصر وتم اكتشاف العديد من الابار على ارضها المباركة فاصبحت هناك وفرة كبيرة فيه وسعره أرخص كثيرا مقارنة بسعر البنزين فأشار الرئيس إلى تفضيل استخدام الغاز في السيارات بدلا عن البنزين منوها إلى عدم الترخيص للسيارات الجديدة إلا بعد تحويلها إلى غاز. والحقيقة ان هذا الكلام يمكن النظر إليه انه يأتي في إطار التخفيف عن المصريين في ظل موجة الغلاء التي تجوب العالم وليس مصر فقط فالنقل والمواصلات يؤثران بشكل كبير في مختلف المجالات. ولو استخدم الغاز فيهما سوف تقلل تكلفة النقل من أسعار السلع والخدمات ، ولكن أعتقد أن التنوع في استخدام مصادر الطاقة أفضل من استخدام مصدر واحد فهناك السيارات المستخدمة للبنزين واخرى تستخدم الغاز وبدأ بالفعل يكثر استخدامها في الآونة الأخيرة وهناك سيارات كهربائية وهذا التنوع فيه اثراء لاستغلال مصادر الطاقة التي وهبها الله لنا وإتاحة الحرية الكاملة في الاختيار. والسؤال ماذا لو انعم الله علينا وزادت ثرواتنا من البترول كما زاد الغاز وساعدت وفرة البترول على انخفاض أسعار البنزين في المستقبل كثيرا هل نعود إلى استخدامه بغزارة بعد ان حولنا سياراتنا للغاز. أعتقد ان الاكتفاء باستخدام الغاز يجب ان يتم على مراحل فسيكون تأثير ذلك افضل كثيرا من تطبيقه على الكل فأقترح ان تكون البداية بسيارات المؤسسات والمصالح الحكومية ففي استخدامها للغاز توفير كبير وكذلك سيارات الاجرة ووسائل النقل العام بصفة عامة فأعداد هذه السيارات والباصات كبيرة جدا وسيكون لها تأثير قوي على الجميع بعد تخفيض ما نسبته ٥٠ ٪ من تكلفة تشغيل السيارات الحكومية والتي تصرف من ميزانية الدولة رأسا وكذلك سيارات الاجرة والنقل الخفيف فهذا القرار في صالح هؤلاء ولعلني اذكر تجربة شخصية حدثت معي حينما قمت بشراء بعض الأجهزة وتطلب نقلها سيارة ربع نقل ووجدت اسعار النقل بها مبالغا جدا وفوجئت بسيارة تاكسي توافق على النقل بسعر اقل كثيرا عن سيارة النقل وعلمت السبب حينما دخلنا احدى محطات الوقود وفوجئت ان سيارة التاكسي تعمل بالغاز وقد دفع السائق اقل كثيرا مما يدفعه لو استخدم البنزين فعرفت سر رضا سائق التاكسي لحصوله على مبلغ اقل كثيرا من سائق السيارة الربع نقل. نعم ان سعر الغاز اقل كثيرا من سعر البنزين لكني ارى ان يكون هذا خاضعا لرغبة صاحب السيارة الخاصة فمن الممكن ان يكون لديه القدرة ان يستخدم البنزين في سيارته بكل أريحية وهناك العديد من التساؤلات حول طبيعة استخدام الغاز من انه يضعف قدرة الموتور ويقلل سرعة السيارة ويقل من قدرتها على التشغيل الفوري وكل هذا يحتاج لدقة بحث ونظر فلو كان في هذا الكلام بعض الحقيقة فهذه سلبية في استخدام الغاز ، ولذا أعتقد ان تحويل السيارات الى الغاز يحتاج لتأني كما يحتاج للتعرف علي رأي الناس في إدارة شئون حياتهم فهناك مكاسب ومضار من التحويل فعلى سبيل المثال لا الحصر احد المكاسب هو تخفيض التكلفة المادية لما يقارب النصف ولكن في المقابل تكلفة تحويل السيارة لتعمل بالغاز ما بين ٨ الاف و١٢ الف جنيه كما يقول الخبراء، والسؤال ماذا سيتم بالمئات من محطات البترول التي تعتمد على البنزين على مستوى الجمهورية او يتم تحويل مستودعاتها إلى مستودعات لاستقبال الغاز بدل البنزين وهذا فيه تكلفة ايضا. اننا من حقنا - كشعب - ان ننظم شئون حياتنا كما قال السيد الرئيس لذلك لابد من دراسة الموضوع بدقة واستطلاع اراء العديد من المهتمين بهذا الشأن بل كلنا نحتاج ان نتضافر للوصول لرأي يرضي جميع المصريين حتى إذا ما جاء وقت التنفيذ سعد الجميع بالقرار الذي تم إقراره، وهذا هو المطلوب ان أي قرار قبل ان يتم إقراره لابد ان يخضع للنقاش والتباحث حوله باستفاضه فإذا ما غلبت الايجابيات على السلبيات يتم إقراره ولنصل في نهاية المطاف إلى رأي يحقق المصلحة ويرضي جل الأطراف إن لم يكن كلها. وفقنا الله لما فيه الخير لبلدنا وشعبنا.