لا تكن سلبيا ......!
قديما قال احد الحكماء انه في الأزمات تُختبر النفوسُ، وتُكشف المعادن، وتعرفُ العقول، وتُمتحنُ الضمائر، وفيها أيضاً ينقسم الناس إلى راغب في الحل أو معرقل له، أو متفرج ينتظر، أو هارب يختبئ في دهاليز الظلام مانحاً نفسه إجازة يخلد فيها إلى حلمٍ كاذبٍ يدغدغ روحه الهائمة في فضاء اللامسؤولية واللامبالاة،….. أو تاجرٍ دفن إنسانيته في مستنقع الغش والاحتكار وتحوّل إلى رجلٍ آلي خالٍ من المشاعر والعواطف والأحاسيس، تحركهُ رغبة جامحة للثراء الفاحش ولو على حساب بسمة الأطفال وحياتهم وقوت الأسر الفقيرة واحتياجاتها،…. أو منافقٍ يلعبُ على الحبلين، ظاهره عكس باطنه، يقتنص الفرص ويصطاد في الماء العكر مسخّراً كلَّ مواهبه الشيطانية للضرر والأذية والانتقام وبث الشائعات التي تثبط الهمم، وتزكي نار الفتنة، وتضلل العقول، وتخلخل بنيان المجتمع وتخدر إرادته المصممة على تجاوز المحن وتُدخله في ضبابية الشك والحيرة.
ولما كان المستقبل العظيم لاتصنعه إلا الرجال ذوو النفوس العظيمة، والعقول النيّرة والضمائر الحية، والإرادات الخيّرة، فإنّه من غير المقبول أن ننشد ا مستقبلا واعدا خيرا ونحن نجلس على دكه المتفرجين وكأن الأمر لايعنينا ولا هو من مسؤوليتنا، أو ننساق بقصد أو غير قصد وراءالسياسيون و تجار الأزمات لنزيدهم جاها فوق جاه و غنىً فوق غنى ونضعف الوطن الذي هو ذاتنا وشرفنا وكرامتنا
واليوم ونحن على اعتاب يوم جديد بل مرحله جديده من تاريخنا السياسي ونستعد لخوض الانتخابات البرلمانيه وهي حق لكل انسان ان يختار من يمثله ويحمل همه وقضايه كما يحمل هموم وقضايا الامه نقول ان الصوت امانه في اعناق من يصوتون ويرون ان مصلحه الوطن فوق كل مصلحة
اليس للوطن في اعناقنا دين ؟؟؟ اليس له علينا واجب ؟؟؟ فهل يستحق منا هذا الوطن كل هذا ان نجلس على دكه المتفرجين نطبل لهذا ونزمر لذاك ونصفق لهذا ونهلل لذك نرحب ونودع وكل منهما له طقوسه التي لاتتوائم ولا تتناغم مع هذا الحب وذاك الواجب ولا الصالح العام نحن مقصرون ومازلنا نطالب
نريد ان يستعيد وطننا عافيته وروحه الوطنية الوثابه
أما تعلّمنا أن الاستسلام للمرض يشل الحياة، ويقتل الأمل، ويطفئ نور السعادة، وأنَّ الدواء حتى ولو كان بالكيّ، يعيدُ الحياه إلى نفوسنا، والرجاحة إلى عقولنا، والنشوة إلى أرواحنا، والنشاط إلى ضمائرنا؟!
نعم إننا مطالبون اليوم واكثر من اي وقت مضى وكلٌّ من موقعه بتحصين مجتمعنا من رجس الباحثين عن الكراسي والمناصب والمغانم، شياطين الظلمة الذين يتسللون إلينا عبر بعض الأمراض المتوارثة..... فقد ان الاوان لكي نتعرف الى ماحولنا ومااوصلنا لهذا الحال الذي لانحسد عليه والذي لم يمنحنا الا البطاله والفقر والمرض والاتكاليه لانه لايعقل أن نتركها تفتك بأرواحنا وعقولنا ونحن ندعي الوعي والنضج والادراك والمعرفه والارادة والقوه كما ان الدواء لهذا الحال بين أيدينا ولايحتاج استخراجه إلا إلى الجرأة والمصارحة والمكاشفه وإرادة الشفاء من كل ماحط علينا ؟
نعم نحن مقصرون بحق أنفسنا وأولادنا ومجتمعنا ووطننا، فمن… لايقول كلمة الحق مقصّر، ومن لايتعالى عن الصغائر ويتعلم أن الحياة عزةٌ وكرامة وأمانة وصدق مقصّرومن لايخرج من ظلمة الغريزة إلى نور العقل مقصّر، ومن يدّخر جهداً في حماية وطنه وإعلاء شأنه وصون سيادته واستقلال قراره مقصّر ،ومن تتقاذفه الأهواء وتستعبده العادات البالية والتقاليد الزائفة مقصّر