من اجل حياة أرقى .. التواصل وفضح العناتيل
تحية لبرامج التواصل الاجتماعي فقبلها لم نكن نسمع لفظ عنتيل ولكن بفضل ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تم فضح الاجرام الجديد والمتمثل في لفظ العنتيل والذي اقترب من الظاهرة التي امتدت من محافظة الى أخرى كالنار في الهشيم فهناك عنتيل الشرقية وعنتيل الغربية وعنتيل الشمالية وعنتيل الجنوبية كناية عن تعدد المحافظات التي ظهرت فيها تلك الكارثة الأخلاقية في مجتمعنا صاحب الأخلاق الرفيعة والمثل الإنسانية الحقة التي عرفت عنه منذ الازل، فالبرديات المصرية القديمة لا تجد فيها تلك الجرائم التي يندى لها الجبين فما بالك بمجتمع عاشت فيه مختلف الديانات واكتسب المزيد من الأخلاقيات التي دعمت من إنسانيته ووضعت من الضوابط الاخلاقية ما يردع كل من تسول له ارتكاب امثال هذه الجرائم المفسدة للمجتمعات، فالزنا احد اكبر الكبائر في مختلف الديانات. اعود فأقول لولا الفيديوهات التي انتشرت لكثير من العناتيل وآخرهم عنتيل الجيزة التي بدأت بفيديو او اثنين ليأتي اخر خبر باكتشاف اكثر من ١٢٥ فيديو لهذا المريض نفسيا الذي تعدى على حرمات الله واستغل تصوير فيديوهات في إذلال ضحاياه فلم يكتف بجريمة يعاقب عليها الدين بالرجم بل زادها بجريمة ابتزاز ضحاياه وتدمير حياتهن بالكامل. والعجيب والغريب انه لولا الصدفة البحتة - كما قيل- من فقدان المجرم لهاتفه لما تم اكتشاف تلك الجريمة التي هزت المجتمع ومازالت تتوالى احداثها حتى ان آخر خبر يقول ان النيابة العامة تبحث عن ٨ سيدات ظهرن في فيديوهات العنتيل وهذا يشير إلى ان المجرم على مدى ثلاث سنوات ارتكب الكثير من الجرائم ولولا الصدفة لما تم اكتشافه وما خفي اعظم. إن أي مجتمع في العالم لا يخلو من الجريمة والمجرمين غير الاسوياء وكان من المحتمل ان تمر جرائم العناتيل وجرائم غيره المختلفة من سرقة ورشوة وقتل ومخدرات لولا ظهور آلات التصوير وكاميرات المراقبة ونشر هذا الانتاج عبر برامج التواصل الاجتماعي وخصوصا اليوتيوب الذي فضح علانية اصحاب تلك الجرائم وبعد ان كان الامر يقتصر على المجرم وضحاياه أصبحت الجريمة تنتشر ليس على مستوى ضيق جدا بل اصبحت تتعدى الحدود. ومن هنا نتساءل هل نشكر اليوتيوب وبرامج التواصل على إظهار تلك الجرائم وفضح هؤلاء المجرمين وغيرهم ام ان هذه الفيديوهات ساعدت على انتشار الجريمة وفضح من تعرضوا خلسة للابتزاز والتدمير بمعنى اخر هل ساعد في ضبط المجرم ام فضح الضحية وما موقف المجتمع من الرأيين سؤال يستحق البحث والإجابة!!! وهو ما يحتاج لمقال آخر.