جريدة النور
الخميس 21 نوفمبر 2024 مـ 10:35 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
جريدة النور
إستضافة وادي الفروسية التابع لوزارة الداخلية بطولة الجمهورية لقفزالموانع بالتنسيق مع الإتحاد المصري يحتفي بمسيرة السينما المصرية.. مهرجان البحر الأحمر السينمائي يكشف عن مختارات ”كنوز البحر الأحمر” للعام 2024 في جدة التاريخية منتدى مسك العالمي يختتم أعماله بمشاركة أكثر من 27 ألف مستفيد حول العالم سمو وزير الخارجية يترأس وفد المملكة المشارك بجلسة ”التنمية المستدامة والتحول في مجال الطاقة” في قمة مجموعة العشرين نيابةً عن سمو ولي... أفراح ال يوسف ببني سويف عقد قران عبد الرحمن ومروة بعد تساقط أجزاء من عقار بجيلم بالاسكندرية.. تدخل الجهات المعنية ضبط (500) مخالفة لقائدى الدراجات النارية لعدم إرتداء الخوذة. الأجهزة الأمنية تنجح فى إحباط محاولة تهريب كميات كبيرة من عقار الكبتاجون المخدر لإحدى الدول عبر أحد الموانئ المصرية.. تقدر قيمتها المالية... ضبط (575) مخالفة لقائدى الدراجات النارية لعدم إرتداء الخوذة. إتخاذ الإجراءات القانونية حيال 61 شركة سياحة ”بدون ترخيص” كشف ملابسات تداول مقطع فيديو على مواقع التواصل الإجتماعى يتضمن زعم أحد الأشخاص بتعرضه للإهانة من قبل أحد رجال الشرطة بمركز شرطة... كشف ملابسات ما تم تداوله على مواقع التواصل الإجتماعى بشأن قيام أحد الأشخاص بوضع عدد من الطلاب صغار السن داخل مركبة تروسيكل...

قصة من الريف (1) .. عندما كنا صغارا

ونحن أطفال صغار ، نشأنا فى قرية صغيرة شأنها شأن باقى القرى ، لايوجد كهرباء ولامياه شرب ولاصرف صحى ، وكانت الحياة صعبة ودخول الناس موسمية وربما سنوية ، النقود تختفى طوال العام ولاتظهر الا فى موسم حصاد القطن التي كانت قريتنا مشتهره فيه ، ولا تقام الافراح الا بعد موسم الحصاد حيث تتوافر النقود من بيع القطن ، وللحقيقة كان الطموح محدودا نظرا لطبيعة مجتمع القرية المغلق والثقافات البسيطة وقلة انتشار جهاز التليفزيون وكان الإعتماد الأساسى على مايبثه الراديو لنا من أغانى وطنية أو برامج موجهة والمثقف فينا من كان يقرأ كتاب أو يسمع إذاعة لندن ، فى الشتاء نذهب الى المدرسة وقدوتنا مدرس الفصل ، كنا نعتبره المثل الأعلى نقلده حتى عندما كان يخلع ساعته ليضربنا بالعصا إذا تحدثنا مع بعض فى الفصل أو أثناء شرح الدرس ، وعقب انتهاء اليوم الدراسى نتناول الغذاء سريعا ، وبعدها نذهب الى اللعب كرة القدم حفاه ويابخته من يشتري كوتش باتا ب ٦٧قرشا وبعدها نعود للمذاكرة على الطريق الزراعى ثم رعاية البهائم من مأكل ومشرب ، وقبل آذان المغرب بقليل نقوم بفك حبال المواشى والذهاب خلفهم إلى البيت ، كانت الحياة فى القرى تسير على هذا المنوال ، مابين المدرسة والمذاكرة والذهاب لرعاية البهائم فى الحقل ، ونادرا ماكنا نتابع مباراة كرة القدم فى التليفزيون مقابل قرش صاغ ، بحق كانت الحياة ابسط ماتكون ، بعد العشاء كانت القرى تتحول الى ظلام دامس لعدم وجود كهرباء لكن الناس تعودت على اللمبة نمرة ٥ ونمرة ١٠ والميسور فينا من كان يشعل الكلوب أبو رتينة ليعطى إضاءة أكثر ، كنا نتنافس على المذاكرة والتفوق ولايوجد بديل سوى المذاكرة للخروج من هذا المجتمع المحدود إلى مجتمع أكثر سعة ، وظل الحال بدون كهرباء حتى أواخر السبعينات عندما قررت الحكومة الإفراج عن سكان القرى والسماح لهم بحياة شبه كريمة ، أما عن مياه الشرب فحدث ولا حرج حيث كنا نقطع مسافات طويلة على الدواب لجلب المياه من حنفيه في اخر البلد ا لنا وكنا نحمد الله على كل هذه النعمة ونتمنى دوامها ، ومع صعوبة الحياة وقسوتها كانت الأسر أكثر ترابطا وحبا وكان الفلاح أكثر اخلاصا ورعاية لأرضه ، الحقول كانت عبارة عن خلية نحل خاصة وقت جنى القطن والقمح..كانت ايام !! حلوه عشنا في هنا وسرور ويحكي لي احد رجال القريه ان والدي هو اول من اشتري راديو في البلد ليستمع اهالي القريه كل خميس ليستمعوا للست ام كلثوم. وكنا صغار نتنافس في المذاكره وللحديث بقيه في كتاب قصه من الريف...