قصة العابد جريج
كان جريج العابد لقد اتخذ صومعه العمران اى فجبل وظل يعبد الله فيها فجأته امه ذات مره ووجدته يصلى نفلا فنادته يا جريج فقال فى نفسه اقطع صلاتى واستجيب لؤمى ام اواصل صلاتى فواصل صلاته والصلاة هنا نؤكد انها كانت نفلا فخرجت غاضبه ثم عادت اليه بعد فتره تناديه فوجدته يصلى فقال مقالته الأولى اقطع صلاتى واستجيب لؤمى ام اواصل صلاتى فواصل صلاته فشتد غضبها فدعت عليه مع ان جريج كان فى طاعه وكان فى عباده وأن الذى صنعه توهم انه الأفضل لكن الله استجاب لدعائها قالت اللهم لا تمته حتى تريه وجوه البغايه اى النساء اللتى يرتكبنا فاحشه الذنا فاستجاب الله لها وكان بجوار الصومعه راعيه ترعه الغنم لن تسبق لها ان تتزوج هما بها راعى فحملت منه سفاحآ فلما وضعت المولود شعرو الناس بذالك فأخذوها لى أقامه الحد فقيل لها من فعل بكى هذا فقالت جريج العابد استجابة لدعوت الام على ولدها فجيئه به بعد ان حطمت صومعته وبعد ما نال من التنكل والتهجم عليه ما نال وهم يقولون له مستهذئن به خدعتنا وانك تدعى انك صالح وانك عابد ثم تفعل ذالك واعد المكان ليقوم الحد على جريج وعلى هذه المرأة جيئه بها وقد حملت صغيرها الذى ولد منذ يومين او ثلاثه وجئ به مكبل لا يستطيح الحركه قد نال منه التعب ما نال ووقف امام ساحه القضاء ليقام عليهم الحد فلم يكن أمام جريج العابد إلا أن اختطف الطفل من يدى امه وصرخ فيه قائلا يا غلام بحق الذى خلقك من اباك فأنطق الله هذا الغلام ليقول ابى الراعى فلان وأنت أيها العابد بريئ وكان هذا من الذين انطقو فى المهد فمن الذين نطقو فى المهد سيدنا عيسى عليه السلام وطفل ماشطة بنت فرعون وطفل الأخدود وطفل جريج العابد خذه القصة التى قصها النبى صلى الله عليوسلم وجأت فى الصحيح تعطينا درس هام أن الله يستجيب لداع الام إذا دعت على ولدها فلا ينبغى للإنسان أن يتعرض لهذا الدعاء كن أمه تفتح السماء لها ولا ترفع أعماله إلى الله إلا إذا كان طائع لؤمه وأن الله لا يترك الصالحين من عباده دون أن يدافع عنهم وان ينصرهم وان يؤيدهم فى وقت الشده على المؤمن ان يعلم فى علم الفرائض أن الفرض أولا من النفل بالاستجابة لنداء الآن فرض وما كان يصليه جريج نفل فالفرض أولا هنا من النفل فلو كان جريج يعلم ما فعل ذالك لذالك يقول سيدنا ومولانا وقائدنا وشفيعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخرج ابو داوود من رواية ابى هريره أن فضل العالم على العابد فضل على ادناكم الذى يعبد الله على جهل يقع فى المحظور وكن مستفيد كل يوم ذياده من العلم واسبح فى بحور الفوائد بأن فقيه واحد متورع أشد على الشيطان من ألف عابد الشيطان لا يقدر الأصول على العالم وإنما يصل الى العابد الجاهل ومن أجل ذالك تؤكد هذه القصة أن جريج لو كان من اهل العلم لفطن إلى أن المفروض عليه أن يستجيب لؤمه حين ما دعته وان يقطع صلاته لئن صلاته كانت نفل وهناك فقه الأولويات فأولا له أن يستجيب لؤمه ثم بعد ان انصرفت عليه أن يتم صلاة نفله القصه فى مجملها توضع استجابة السماء لعباد الله الذين إذا ما رفعو أكفهم استجاب الله إلى ندائهم ودعائهم ورجائهم ومن الذين لا ترد دعوتهم الوالدين على الإنسان يعلم ان لو جاءه ربه يوم القيامة بأعمال صالحه كالجبال الرواسى ولم يطع والديه فليس له نصيب فيما قدم وان طلعه الوالدين رب دعوه واحده من الام او الاب ترفع قدر الولد لقد سئل سيدنا كليك الله موسى ربه ان يريه رفيقه فى الجنه فلما دل عليه ذهب إلى ذيارته ليتبين الأعمال التى يقوم بها هذا الرجل حتى يفضل على كثير من الناس وحتى يصبح رفيقآ لنبى ورسول وواحد من اؤلا العزم فلم يجده أكثر من الطاعات فلما دخل بيته وجد عجوز تجلس فى البيت قال من هذه قال هذه امى قال يا أمت الله كيف ولدك هذا قالت نعم الولد ولدى هوا طائع يستجيب لى ويقوم على اطعامى ويقوم على رعايتى قال لها موسى دون تعلم من الذى يكلمها قال لها لكى دعاء تقدمية لهذا الولد قالت يا رجل أدعو الله أن يجعله رفيق موسى فى الجنه فقال لها موسى انا موسى أبن عمران ولقد استجاب الله لدعاءك وأصبح ولدك رفيقى فى الجنه هذا الكلام لابد أن يصل إلى كل أبناؤنا ليتعلمو منزله الوالدين لا تنسونا من دعائكم اكرمكم الله فى الدنيا وفى الاخره