مصابيح المنازل
المرآة عمود البيت فلا يستقيم إلا بها ومصباح الأسرة تنيرها بعلمها وثقافتها،بأخلاقها وسلوكها،وللمرآة هيبة إذا فقدتها إنهارت شخصيتها وضعفت تربيتها، وهيبة المرآة تكمن في آرائها ومواقفها وأن تحترم في أسرتها بداية من زوجها مرورا بأبناءها الذين هم نتاج معاملة الزوج لزوجته والعكس. وهي سيدة بيتها تدير أموره مع زوجها ولا يحق لأحد التدخل في خصوصياتها أو شؤون أسرتها لذا نجد كثيرات تنتهك خصوصياتهن ويعتبروا أن هذا حق مشروع . زادت مشاكل المتزوجين وطرحت العديد منها على منصات السوشيال ميديا وازدادت نسب الطلاق بشكل ملحوظ وعندما حصرت هذه المشاكل التي أدت للطلاق وجدت أن 90% منها يكمن في انتهاك خصوصيات الزوجة من قبل أهل الزوج . تقول إحداهن أنفصلت عن زوجي بعد سبع سنين من الزواج لدي طفل عمره 5 سنوات، كانت حياتنا تسير بشكل جيد في بداية الزواج تحدث بيننا مشاكل لكنها تحل ف نفس اليوم وتسير الامور بشكل طبيعي، وأنا أعيش في بيت للعائلة فيه أم وأب واخوة زوجي وأنا خادمة الأسرة بأكملها،و بعد الإنجاب أنشغلت بأمور الطفل وكان الأمر مرهقا بالنسبة لي فكنت أقصر في أمور البيت فلم أعد أستطيع الجمع بين خدمة زوجي والإهتمام بصغيري وخدمة أهل زوجي فكانت بداية مشاكلنا، أصبح زوجي يلومني على تقصيري مع أهله ويوبخني كل يوم ثم تطور الأمر ووصل بيه إلى ضربي لأنني لا أقوم بواجباتي نحو أهله تحدثت معه كثيرا أن الأمر مرهقا وأنني لا أستطيع الجمع بين الإهتمام به وبطفلي وخدمة أهله،وفي كل مرة تحدث بيننا مشكلة أعلم أن أمه وأخواته هما المحرضين له انتهى الأمر بالانفصال بعد محاولاتي العديدة أن أحافظ على بيتي وأتحمل إهانته لأهلي وضربه إلا أن أصبحت الحياة لا تطاق، خمس سنوات وأنا أعاني وأتحمل عناده وسؤ معاملة أهله وانسياقه خلفهم،لست نادمة على طلاقي منه فأنا اليوم بحالة افضل. تقول أخرى كان السبب الأساسي في طلاقي هو أنه لا يعلم أن للبيت أسرار وأنني زوجته وعرضه وأن أمورنا لا يصح أن يحكى صغيرها وكبيرها لاهله وأنني تزوجته هو ولم أتزوج العائلة بأكملها،لم تكن خطوة الطلاق هينة بالمره لكنها جاءت بعد أن انعدمت شخصيتي، كنت أعمل في شركة وكانت حياتي مستقرة ولي شخصيتي تعرفت عليه وأحببته كثيرا أخبرني أنني سأكون أميرة في بيته وأن أهله سيغمراني بالحب والحنان وسأكون مدللة العائلة بأكملها ، بداية جعلني استقيل من العمل لأنه يغار عليا وأن العمل المختلط حرام تنازلت وهي المرة الاولى، جلست ف البيت كنت أشارك في العمل ف المنزل مع أخوته البنات وأمه ثم تدريجيا أصبحت ست بيت برائحة البصل وما لذ وطاب من الطعام تجلس أمه وأخواته ع النت ليل نهار وأنا أخدمهم جميعا، تغيرت معاملته معي فأصبح لا يهتم بي ولا يحبني بل يهرب دائما إلى خارج المنزل يخبرني بأنني لم أعد جميلة مثل سابق عهدي لتخبره أمه بأن يتزوج علي والشرع أحل لك ذلك يا قلب امك، أصبحت أضحوكة في منزلهم الموقر لا قيمة لي مجرد زوجة ابنهم خادمة القوم ثم مع الإلحاح المستمر بكوني لم أعد جميلة من وجهة نظرهم أصبحت زوجة ثانية مع بعض من الإهانة وقليل من الضرب فهذا أمر طبيعي عندهم أن الزوج يتناقش بيده لا بلسانه، أنفصلت وبعد فترة من الاكتئاب عدت لحياتي السابقة وعدت لعملي وأنا اليوم متزوجة من شخص أظنه عوض من الله بعد خسارتي السابقة. هناك قصص عديدة جميعنا لمسناها في محيط مجتمعنا أعلم جيدا أنه خلف كل قصة روايات أخرى كل شخص يرويها من وجهة نظره ليبرر موقفه ويلقي باللوم على شريكه لكن جميعا نتفق أن للأهل الجانب الأكبر من إفساد حياة أبناءهم بالتدخل في شؤونهم وخصوصياتهم أو بتربية أبناء على قدر غير كافي من المسؤولية فالزواج هو المشاركة وفي نفس الوقت هو احترام لخصوصية كل واحد من الزوجين ومنحه فرصة للتفكير ف شأن يخصه دون النظر للمعتقد السائد من المحيطين والموروث المتناقل لأفكار خزعبليه من كون ذلك ضعف في شخصية الزوج أو سيطرة الزوجة وهذه الامور المتخلفة، فقبل أن تبحث عن نصفك الأخر تأكد من أن نصفك الأول مكتمل .