إنجازات الدولة المصرية وتصريح الرئيس السيسي
أعتقد أن الجميع أدرك ما يقصده الرئيس عبد الفتاح السيسي عن سد النهضة حينما قال لن نسمح لاحد ان ينقص من حصة مياه مصر وحذر من خطورة ذالك علي المستوي الامن في المنطقه والعالم .. لا يمكن تقييم مدى ما حققته الدولة المصرية من نجاحات خلال السنوات القليلة الماضية، دون رصد دقيق لحقيقة منجزاتها على الساحة الدولية، وهو امتداد طبيعى للحركة فى الداخل، وانعكاس للواقع الجديد الذى تعيشه مصر منذ ثورة الثلاثين من يونيو وحتى الآن.. ففى العلاقات الدولية لا دائم إلا المصالح المشتركة، والمنافع المتبادلة.
وإذ تتغير المصالح، تتبدل العلاقات، وتتأرجح بين التوتر والتحالف، وترتكز السياسات الدولية وفق أيديولوجيات لا تعرف فوق المصلحة قيمة، ولا تعترف إلا بالقوة سبيلاً.. وما كان للدولة المصرية أن تنخرط فى المجتمع الدولى، وتحدث عملية التوازن الاستراتيجى فى منطقة الشرق الأوسط، إلا وفق قدراتها الحديثة التى قامت على أسس سليمة وهو ما أدى إلى متغيرات كثيرة تحدث الآن فى المحيط الإقليمي. فلا شك أن مصر حققت نجاحاً فى القضية الليبية، وتمكنت من خلال أدواتها السياسية، وقدراتها العسكرية من فرض التوازن الاستراتيجى على الأرض الليبية، وحماية ليبيا من التمزق والتقسيم إلى دولتين بعد أن وضع الرئيس عبدالفتاح السيسى خطاً أحمر أمام جماعات الإرهاب ومن يقف خلفهم ويدعمهم، ولم تكن رسالة مصر القوية وتحريك قواتها إلى حدود ليبيا، إلا تأكيداً وترسيخاً للشرعية فى ليبيا والحفاظ على وحدة أراضيها.
وهو ما دفع كل الفرقاء للعودة إلى طاولة المفاوضات والرضوخ إلى الحل السلمى، وتكللت هذه الجهود بالنجاح، واختيار حكومة وطنية موحدة نالت ثقة البرلمان الليبى، وأدى عبدالحميد الدبيبة رئيس الحكومة اليمين الدستورية أمام البرلمان فى طبرق تأكيداً على شرعية الشعب الليبى على أرضه وأصبحت ليبيا موحدة بعد أن كانت على حافة التقسيم.. وبنفس القدر من اليقظة كانت مصر حاضرة وبقوة فى منطقة شرق المتوسط، واستطاعت حماية مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية بعد أن قامت بترسيم الحدود البحرية مع قبرص واليونان، وفرضت مصر سيطرتها على مياهها الإقليمية . أن عمليات التحديث والتسليح للمؤسسة المصرية العسكرية جعلتها قوة إقليمية أحدثت تشكيلاً جديداً لتوازنات القوى فى المنطقة، وفرضت التوازن الاستراتيجى باحترافية شديدة. وأكدت ورسخت الشعبية الجارفة التى تتمتع بها المؤسسة العسكرية لدى جميع المصريين باعتبارها حائط الصد الأول للمشكلات والأزمات التى تواجه الوطن، وهو أمر من المؤكد يمثل أحد أهم عناصر القوة الشاملة للدولة المصرية.
ويمكن الدبلوماسية المصرية العريقة من تحقيق أهدافها على المستويين الإقليمى والدولي.. ويرسخ للموقف المصرى تجاه كافة القضايا، وليس أدل على ذلك من المتغيرات التى تحدث الآن فى ملف العلاقات المصرية التركية التى شهدت قبل سنوات قطع العلاقات الدبلوماسية، وتوترات شديدة بسبب تبنى تركيا لجماعة الإخوان الإرهابية، إضافة ، زعزعة الاستقرار فى مصر، وانتهت جميعها إلى الفشل.
وعادت تركيا الآن تبحث عن استعادة العلاقات مع مصر، واتخذت حزمة من الإجراءات تجاه العناصر الإخوانية المقيمة على أراضيها، ووقف النشاط الإعلامى العدائى الموجه ضد مصر وأيضاً التحويلات المالية وغيرها من القضايا التى تتحفظ مصر عليها.. وهو أمر يؤكد قوة وصحة الموقف المصرى تجاه كل القضايا الوطنية التى تشكل تهديداً لمصر وأمنها القومى، وعلى رأسها بالتأكيد قضية سد النهضة الذى تتحرك فيه مصر والسودان الآن بكل قوة واتزان سواء على المستوى الإفريقى أو الدولى، ومن خلال بدائل كثيرة تمتلكها الدبلوماسية المصرية والدولة المصرية بكل مكونات