سنعبر الأزمة
بقلم:محمد حلمي
في البداية لابد وأن نقر ونعترف بأننا لسنا البلد الوحيد في هذا العالم الذي يعاني من أزمة اقتصادية طاحنة..ولااكون مزايد إن قلت أن جميع دول العالم تعاني من تلك الأزمة ولكن المعاناة تختلف حدتها من دولة لأخرى حسب ظروف واحتياجات كل مجتمع..في مصر مثلها مثل العديد من الدول نعاني من ارتفاع الأسعار..تلك هي المشكلة التي تؤرق الملايين خاصة أصحاب الدخول الثابتة.والمعاشات...واصحاب العماله اليوميه...
هنا الدولة لم تقف مكتوفة الأيدي حيث أطلقت العديد من المبادرات والمعارض لبيع السلع بأسعار مخفضة تصل إلى ٣٥ و٥٠٪ في جميع المحافظات من أجل تخفيف المعاناة عن المواطنين مثل مبادرة "كلنا واحد" ومعارض "أهلا رمضان" فضلا عن منافذ القوات المسلحة ووزارة الداخلية المتحركة منها والثابتة .
في المقابل علينا أن نشيد بالجهود التي تبذلها الدولة من أجل توفير كافة السلع الأساسية والضرورية رغم الظروف والتحديات الصعبة حيث لم نشهد أي أزمة في هذا الصدد وهي ميزة غير موجودة في دول أوروبية تعاني من نقص في بعض السلع وأزمة في الطاقة كما أنها تعاني أيضا من ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة.
إنها ليست الأزمة الأولى التي تواجه دولة ٣٠ يونيو ..فالأزمات والتحديات التي واجهت الدولة المصرية عقب أحداث ٢٥ يناير كثيرة ونجحت ثورة ٣٠ يونيو في مواجهتها وعبورها والتصدي لها وماتم من إنجازات على الأرض خلال السنوات الثماني الماضية لم تشهده مصر عبر نصف قرن رغم إنشغال الدولة بحربها على الإرهاب الذي نجحت في تقليم أظافره ورغم جائحة كورونا وهو مايمنحنا الأمل والثقة في القيادة السياسية في عبور الأزمة الاقتصادية الحالية وهذا يتطلب منا التكاتف والعمل علي زيادة الانتاج والتلاحم ومد يد العون لغير القادرين والمحتاجين وهو الدور الذي يجب أن يلعبه كل من منظمات المجتمع المدني وخاصه الاحزاب السياسيه ونحن في حزب الاحرار بدا هذا وعلي كبار رجال الأعمال والفنانين والرياضيين ومشاهير المجتمع.
وحسنا فعل التحالف الوطني عندما أطلق الجمعة الماضية أكبر مبادرة إطعام أطلق عليها "خيرك سابق" لتقديم الدعم لنحو ٤ ملايين أسرة على مدار العام وتوصيل المساعدات للمستفيدين وتوزيع "كارت الخير" على الأسر المستفيدة لشراء مستلزماتها الغذائية بحد أدنى ٣٠٠ جنيه وأقصى ٥٠٠ جنيه وتوزيع "كراتين" المواد الغذائية على الأسر المستحقة وتقديم وجبات ساخنة بكافة المحافظات.
مصر في حاجة إلى مثل تلك المبادرات لتخفيف المعاناة عن ملايين المواطنين وليست في حاجة إلى من يحبطها ويصدر الخوف إلى نفوس المواطنين ..فالمواطن البسيط يعلم أن الأزمة التي يعانيها العالم كله يعاني منها وبالتالي فهو ليس في حاجة إلى بث الخوف والقلق من ماهو قادم..مصر أيضا في حاجة إلى "شوية" ضمير من المتاجرين بقوت الشعب والمحتكرين والذين يتاجرو بقوت الشعب وعلي الدولة ان تضرب بيد من حديد علي كل من تسول له نفسه في زياده مبالغ فبها...