رأي الإسلام في صلة الرحم خلال عيد الفطر المبارك
كتب: أحمد الجعفري
وردت الكثير من النصوص الشرعية التي تحضّ على صلة الرحم وتُبيّن عظيم فضله، وتُحذّر من قطيعة الرحم وتُذكّر بعواقبها المهلكة في الدنيا والآخرة، ومنها قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ).
وقال أيضًا: (الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بالعَرْشِ تَقُولُ مَن وصَلَنِي وصَلَهُ اللهُ، ومَن قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللهُ)، فهذه الأحاديث وغيرها من نصوص الشريعة تُرغّب بصلة الرحم وتوضّح أهميتها في دين الإسلام، ولا تُحدّد موعد محدّد لصلة الأرحام، فالمسلم يصل أرحامه في كلّ وقت ولا يرتبط هذا بالعيد أو بغيره، حيث لم ترد أحاديث تحثّ على صلة الرحم في العيد تحديدًا.
ولكنّ الإحسان إلى الأقارب ولا سيّما الوالدين وصلتهم في العيد من أفضل الأعمال التي يمكن أن يقضي بها المسلمون أيّام العيد، مع ضرورة التأكيد أنّ صلة الأرحام لا ترتبط بالعيد فقط بل حريٌّ بالمؤمن أن يحرص على صلة أرحامه ما أمكن له ذلك، وأن يسعى لزيارتهم في العيد والاطمئنان على أحوالهم وأن يُقدّم لهم الهدايا إن استطاع ذلك، فهذا من العبادات التي يتقرّب بها العبد من ربّه.
ومن الواجب عدم الاقتصار في صلة الأرحام يوم العيد على الرسائل النصيّة الهاتفية الخالية من المشاعر والعواطف، بل ينبغي أن يتزاور المسلمون وأن يُهنئوا بعضهم البعض، والتهنئة مشروعة في العيد كقول المسلم لأخيه: "تقبّل الله منّا ومنكم" و "أعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات"، وغير ذلك فهذا كان دأب الصحابة، ولهذا أثر بالغ في نشر المحبة والرحمة بين المسلمين وفي تقوية بنيان المجتمع المسلم وشد أركانه، بالإضافة لما في صلة الرحم من فوائد تعود على الفرد والمجتمع.