الكاتب الصحفي محمد حلمي وكيل حزب الاحرار يكتب عن مؤتمر السلام
أنظار العالم اتجهت إلى القاهرة، حيث عُقدِت «قمة القاهرة للسلام»، بحضور إقليمى عربى ودولى، لتكون القمة أول خطوة فعالة نحو وقف العدوان الإسرائيلي الخاشم، الذى تخطى ثلاث أسابيع، وبعد يوم واحد من فتح معبر رفح من الجهة الفلسطينية لإدخال المساعدات الإنسانية والطبية الغذائية إلى غزة المحاصَرة منذ بدء العدوان، ويعانى أهلها من نقص الغذاء والمواد الطبية.
تعاملت الدولة المصرية بكل محتويتها حكومة وشعبا بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى بحسم مع خطوط الأمن القومى، وتأكد ذلك فى تصريحات الرئيس التى أعلنها فى الكلية الحربية، أو خلال اتصالاته ولقاءاته على مدار أيام، مع قادة، ورؤساء، ورؤساء وزراء، ووزراء خارجية، حيث أكد أن القضية الفلسطينية هى قضية مصر الأولى، وأن مصر لن تتخلى عن فلسطين، ولا بديل عن حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، مع تحميل المجتمع الدولى المسؤولية، وفى لقائه مع ريشى سوناك، رئيس الوزراء البريطانى، حذر الرئيس السيسى من انسياق المنطقة فى حرب على المستوى الإقليمى بالكامل سيكون تأثيرها مدمرا.
وبجهود مصرية تم فُتح معبر رفح يوم السبت من الجانب الفلسطينى نتيجة جهد مصرى حرصت فيه الدولة المصرية على تأكيد موقفها فى منع خروج أجانب من غزة، دون أن يبقى المعبر مفتوحا من الجانبين، وتم تكثيف الاتصالات مع المنظمات الدولية الإغاثية والإقليمية، من أجل إيصال المساعدات المطلوبة إلى مطار العريش.
وبحضور أنطونيو جوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة الذى اكد ان الجهد المصرى فى هذا الإطار، واضاف حاجة ملايين الفلسطينيين فى غزة إلى هذه المواد الإغاثية.
وأكدت مصر أنها لم تغلق معبر رفح من الجانب المصرى، بل إن كل أجهزة الدولة استعدت وتجهزت لاستقبال المصابين، وعلاجهم سواء فى المستشفى الميدانى، أو فى مستشفيات العريش والإسماعيلية، ونقل من يتطلب علاجه تدخلا جراحيا إلى مستشفيات مجهزة.
هذا من الناحية العاجلة، أما على مستوى العمل لوقف العدوان، وإحياء السلام، فقد أعلنت مصر رفض التصفية أو التصعيد، ودعوة الأطراف المختلفة إلى قمة عاجلة لبحث وقف العدوان ومستقبل القضية الفلسطينية، بعد مواجهة التصريحات التى خرجت من مسؤولين ومتحدثين لجيش الاحتلال تطلب من الفلسطينيين أن يتركوا غزة إلى سيناء، وبالرغم من تراجع الاحتلال عن التصريحات المختلة، فإنها كشفت عن مخطط واضح لتصفية القضية الفلسطينية، وهو ما واجهته الدولة المصرية بشكل حاسم أطاح به، ووضعت مصر خطوطا حمراء لأمنها القومى، وفى الوقت ذاته أعاد الرئيس التأكيد على ثوابت القضية الفلسطينية.
وتمثل قمة القاهرة للسلام، التى تنعقد فى العاصمة الإدارية، ترجمة عملية للجهد المصرى منذ بداية العدوان، حيث دعا الرئيس عبدالفتاح السيسى أطرافا إقليمية ودولية لبحث الأحداث ومسارات السلام، ومستقبل القضية الفلسطينية، بعد أن واصلت مصر الاتصالات مع الشركاء الدوليين والإقليميين من أجل خفض التصعيد ووقف استهداف المدنيين، والتشديد على أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا «حل الدولتين»، ورفض سياسة التهجير أو محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار.
تحركات ومواقف مصر الدولة تعبير عن إرادة الشعب المصرى الذى خرج بالملايين على مدار الاسبوع الماضي من النقابات والجامعات والاحزابوفي مقدمتهم حزب الاحرار الاشتراكيين في كل ربوع مصر لتأكيد تأييده لمواقف وتحركات الدولة، والتنديد بالعدوان الإسرائيلى ومحاولات إبادة المدنيين فى غزة، وقصف المستشفيات والكنائس وكل مكان استغاث به المدنيون الذين هدم العدوان منازلهم، ووصلت المسيرات ذروتها يوم الجمعة الماضية حيث انطلقت المسيرات فى كل أنحاء مصر بالقاهرة والمحافظات، لتأكيد دعم الشعب الفلسطينى فى مواجهة العدوان، وتأكيد موقف الدولة فى القضية.
ومثلما نجحت مصر فى وقف العدوان خلال المرات الماضية، فإن مؤتمر القاهرة للسلام، بحضور أطراف عربية وإقليمية ودولية، ومنظمات دولية، يهدف للسلام من موقف مصر الثابت، تجاه رفض تصفية القضية الفلسطينية، والتمسك بمحددات الأمن القومى المصرى والعربى فهل تسحيب اسرائيل وما يساندها من الغرب علي راسهم امريكا لهذا المطلب الشعبي في ربوع العالم قبل فوات الاوان ؟!!.